فلسطينيون يبحثون عن مأوى وسط تأهب إسرائيلي لتوسيع الهجوم على غزة

كتبت/مرثا عزيز
بينما تستعد إسرائيل لتوسيع عدوانها على غزة، يتساءل فلسطينيون، منهم محروس نصر الله البالغ من العمر 80 عاما، عما إذا كان سيتبقى لهم أي مكان للاحتماء في هذا الجيب الصغير حيث تحولت أحياء بأكملها إلى أنقاض.
كان نصر الله في الخامسة من عمره عندما أُجبرت عائلته على الانتقال من مسقط رأسه في بئر السبع إلى غزة خلال النكبة مع التهجير الجماعي للفلسطينيين عام 1948.
ولا يزال نصر الله يحلم بالعودة إلى بيت الطفولة ذاك في صحراء النقب.
وقال «ودونا على النجب (النقب)… النجب تاخد ملايين البني ادمين ونضل عايشين، أما كل سنة وسنتين يعملولنا مشاكل وترحيل وضرب وموت… حياة يائسة».
لكن التفكير في ملجأ جديد الآن في وسط إسرائيل هو أمل بعيد المنال وميؤوس منه.
وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) التي تحكم غزة بعد أن شنت المقاومة الفلسطينية عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/ تشرين أول الماضي.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن ما لا يقل عن 12300 فلسطيني، من بينهم 5000 طفل، استشهدوا منذ ذلك الحين في العملية العسكرية الإسرائيلية التي أعقبت هجوم حماس.
وأدى القصف الإسرائيلي إلى تسوية مساحات واسعة من شمال غزة بالأرض وتهجير نحو ثلثي سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة إلى الجنوب.
وزاد تغير الطقس من بؤسهم بعد هطول الأمطار على الملاذات والخيام الواهيةويواصل السكان المصابون بصدمات نفسية الترحال منذ بداية الحرب متنقلين بين المستشفيات أو من الشمال إلى الجنوب، وفي بعض الحالات عادوا مجددا من حيث أتوا.
وربما يؤدي الهجوم الإسرائيلي المتوقع في الجنوب إلى إجبار مئات الآلاف من الذين فروا من مدينة غزة على النزوح مرة أخرى، إلى جانب سكان خان يونس، المدينة التي يتجاوز عدد سكانها 400 ألف نسمة، مما يفاقم الأزمة الإنسانية المؤلمة بالفعل.
ويتساءل كثيرون، ومنهم ليلى أبو نمر التي انتقلت من مدينة غزة إلى الجنوب، كيف يمكن لعائلتها أن تنجو من الهجوم الإسرائيلي الذي دخل الآن أسبوعه السابع.
وقالت «لا يوجد خبز، وإذا حصلنا على رغيف نقسمه على الأطفال. يوجد خضراوات، أعطونا خضراوات لكن لا يوجد سبيل لطهيها، لذا لا يستطيع الأطفال أن يأكلوا».
وأضافت: «عندما ننام كل يوم، يستيقظ الأطفال مذعورين على دوي (الانفجارات). لا يوجد أمان على الإطلاق».
وقال مصدر إسرائيلي رفيع ومسؤولان سابقان كبيران إن التقدم الإسرائيلي في جنوب غزة قد يكون أكثر تعقيدا ودموية من الشمال مع تحصن مقاتلي حماس في منطقة خان يونس، وهي معقل للقيادي السياسي في غزة يحيى السنوار.
غادرت نورهان ساق الله مدينة غزة وانتقلت إلى دير البلح بعد أن حثت إسرائيل الناس على الانتقال إلى الجنوب، وتعيش حاليا مع أسرتها في خيمة.
وقالت: «بيهددوا بانهم يطلعوا كل اللي اتهجروا أساسا من غزة للجنوب ومن ضمنهم كمان أهل الجنوب… في تهديد منهم انهم بدهم يفضوا المنطقة لدخول بري فاحنا وين مصيرنا حيكون؟ وين المكان اللي حنقعد فيه؟».
غزة تواجه الإبادة
ولليوم الـ44 على التوالي، يواصل الاحتلال عدوانه على قطاع غزة منذ أن بدأ في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، بعد قيام المقاومة الفلسطينية بتنفيذ عملية طوفان الأقصى، بمنطقة غلاف غزة.وتتواصل الغارات التي تشنها مقاتلات الاحتلال، والتي تستهدف منازل المدنيين العزل، بجانب استهداف المستشفيات والمساجد والكنائس، مما أدى إلى ارتقاء آلاف الشهداء والجرحى، بينما الذين نجوا من القصف حتى الآن يعانون من أوضاع إنسانية كارثية.
وأعلن المكتب الحكومي في غزة ارتفاع عدد الشهداء إلى أكثر من 12300 فلسطيني، بينهم 5 آلاف طفل و3300 سيدة.
وأوضح أن إجمالي المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال بلغ أكثر من 1300 مجزرة، وبلغ عدد المفقودين أكثر من 6 آلاف مفقود، إما تحت الأنقاض أو أن جثامينهم ملقاة في الشوارع والطرقات يمنع الاحتلال أحدا من الوصول إليهم، بينهم أكثر من 4 آلاف طفل وامرأة.
وزاد إجمالي عدد الإصابات عن 30 ألف حالة، أكثر من 75% منهم من الأطفال والنساء.