الصين والولايات المتحدة تقتربان من مرحلة التصعيد

كتبت/مرثا عزيز
رغم التصريحات «الدبلوماسية الهادئة» من جانب واشنطن والتي سبقت، ثم صاحبت، زبارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن للصين مؤخرا، ورغم ما يبدو من توجه الصين لـ «الجانب الرمادي» من ردود الفعل «المتحفظة» تجاه واشنطن، إلا ان الواقع الراهن ـ بحسب خبراء في الشؤون السياسية ـ يشير إلى أن الولايات المتحدة الأميركية والصين تقتربان من مرحلة التصعيد السريع للمواجهة.
وقد أثبتت اللهجة التي تحدث بها وزير الخارجية الأميركية، أنتوني بلينكن، خلال زيارته إلى الصين بما لا يدع مجالا للشك أن بكين قد عقدت عزمها، ومستعدة بشكل عام للتفاوض فقط حول كيفية قبول الهيمنة العالمية بسلاسة وسلمية من أيدي الولايات المتحدة الضعيفة، بحسب تعبير المحلل السياسي الروسي الشهير، ألكسندر نازاروف.
واللافت أنه بعد الإجماع في الحزبين بشأن الصين كعدو رئيسي للولايات المتحدة، وبعد الهستيريا الخاصة ببالون «التجسس» الصيني، وبشكل عام بعد شهور، إن لم يكن سنوات، من التهديدات والضغط المتزايد، فجأة، خفف الخطاب الأميركي من حدته، وأظهر، على الأقل لفظيا، رغبة في تجنب الصراع.
ويرى نازاروف، أن زيارة بلينكن للصين لم تكن محاولة للحصول على إرجاء للصدام مع الصين (على الرغم من أن واشنطن لن تمانع إذا حدث ذلك)، بقدر ما كانت زيارة لتقييم نوايا الصين وعزمها. ويعتقد أن الولايات المتحدة كانت متشائمة في البداية بشأن آفاق الزيارة، حيث من المرجح أن بلينكن قد وجه مجموعة من الإنذارات إلى بكين.
ولا عجب أن تعقب زيارة بلينكن إلى الصين، زيارته إلى لندن، الحليف العسكري الأقرب للولايات المتحدة، والتي قد تم التخطيط لها على الفور من بكين.. ومن جهة أخرى فقد أعرب وزير الخارجية الصيني، تشين قانغ، عن استعداده لزيارة الولايات المتحدة، ربما لنقل إنذارات صينية مقابلة لواشنطن.
ومن المتوقع كذلك لقاء جو بايدن وشي جين بينغ، إلا أنه ليس هناك ثقة من أن مثل هذا الاجتماع سيعقد بالأساس، لأن التسوية بين البلدين مستحيلة من حيث المبدأ، ونادرا ما يجتمع القادة دون أن يكون من الممكن تحقيق أي شيء، بحسب نازاروف.
ويضيف ألكسندر نازاروف، في مقال على قناة تلغرام الخاصة بالكاتب، لقد أدركت الصين بالفعل أن الصراع مع الولايات المتحدة هو أمر لا مفر منه، فهي تختار اللحظة المناسبة للانتقال إلى إجراء حاسم. حتى أن الولايات المتحدة الأميركية الآن أصبحت بحاجة إلى قلب رقعة الشطرنج التي تخسر عليها.
في يناير/كانون الثاني 2024، ستجري الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تايوان، ويعتقد نازاروف أنها ستكون نقطة تحول في المواجهة بين الولايات المتحدة الأميركية والصين.
فإذا انتصرت القوات الموالية للولايات المتحدة في تايوان، فإن نازاروف يرى أن شي جين بينغ سيجد أمامه فرصة لتخليد اسمه في التاريخ، بالتدخل واعتبار نفسه الموحد العظيم للأمة الصينية، الذي قاد البلاد إلى هيمنة العالم.
أما إذا انتصرت القوات الموالية للصين، فيمكن للصين أن تبطئ وتنتظر بضع سنوات أخرى لمنح التايوانيين فرصة للانضمام إلى الصين بسلام.
بطريقة أو بأخرى، فإن نتائج الانتخابات في تايوان لديها فرصة كبيرة لزعزعة استقرار الوضع، وإطلاق صدام عسكري مفتوح.