حقنة البرد القاتلة.. أنهت حياة 4 أحدثهم عريس عين شمس

كتب / عمرو السعيد
يواجه العاملون في قطاع الصيادلة أزمة كبيرة بسبب تزايد حالات الوفاة جراء مضاعفات تناول "حقنة هتلر"، داخل الصيدليات دون خضوع المريض للكشف الطبي المسبق أو حملة روشتة توصي بذلك.
وسيطرت حالة من الحزن الشديد على أسرة أحد الشباب ويدعى "عمرو" يعيش بمنطقة عين شمس، ويبلغ من العمر 36 عامًا، عقب وفاته نتيجة مضاعفات حدثت له بعد تناوله حقنة برد شهيرة تسمى "حقنة هتلر" داخل إحدى الصيدليات المجاورة لمحل سكنه
وقالت السيدة آمال محمد، والدة عمرو، أن نجلها كان يعاني من نزلة برد شديدة، وإرتفاع في درجة الحرارة، وأبلغها أنه سيذهب إلى الصيدلية التي تمتلكها طبيبة صيدلانية تقيم معهم في نفس العقار، وبالفعل ذهب الضحية إلى الصيدلية التي توجد في العقار المجاور، حيث رشحت له الطبيبة "حقنة هتلر"، مشيرة إلى أن نجلها رفض أن تعطي له الطبيبة الحقنة، وتناولها بالمنزل
وأكدت أن عمرو حدثت له مضاعفات عقب تناوله الحقنة، وظل يردد "أنا بموت ألحقوني"، حيث تم استدعاء الطبيبة من الصيدلية، ووضعت بفمه بعض ذرات ملح الطعام، وأغلقت الصيدلية ولم نستدل عليها حتى الآن
واختتمت والدة عمرو، أن الطبيبة المشار إليها لديها "صبيان" يبيعون الدواء للمواطنين داخل الصيدلية وهم ليسوا خريجي كليات الصيدلة، لافتة إلى أن الطبيبة غادرت العقار هي وأبنائها عقب وصول "عمرو" إلى المستشفى، حيث تم حجزه بغرفة العناية المركزة يوم الأحد الماضي، بأحد المستشفيات حتى توفى الإثنين، وجرى تحرير محضر بالواقعة
وحذر الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس للشؤون الصحية، الثلاثاء، من استخدام "حقنة هتلر" للتخلص من نزلات البرد الشديد، معلقا على لجوء البعض إلى تلك الحقنة المنتشرة للتخلص من نزلات البرد الشديدة، قائلًا: "هذا كلام غير دقيق وليس علميا، المرض يعني تشخيصا ثم علاجا، واستخدام الأدوية بطريقة عشوائية يؤدي لمشكلات صحية كثيرة"، بحسب ما نقلت عنه وسائل الإعلام المصرية
وأوضح عوض تاج الدين- خلال مداخلة تلفزيونية بإحدى الفضائيات، أن "هناك نزلات برد، وهناك خلط بين نزلات البرد نتيجة للإنفلونزا، وبعض حالات كورونا، وبعض مرضى الأمراض المزمنة يكونون أكثر عرضة لمشكلات ومضاعفات كورونا ونزلات البرد، لذلك على المريض أن يلجأ للطبيب ويكتب له العلاج المناسب بعد التشخيص"
وسبق وأثارت "حقنة هتلر" ضجة وجدلاً جراء انتشارها بشكل كبير، وحذرت وزارة الصحة والسكان منها، بعدما تسببت في مقتل شخص وقتها.
وأوضح الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث باسم وزارة الصحة، أن تلك الحقنة عبارة عن تركيبة من المضادات الحيوية مع كورتيزون وفيتامينات، يتم استخدامها دون وصفات طبية كعلاج سريع لنزلات البرد، مشيراً إلى أنها قد تؤدي إلى هبوط حاد في الدورة الدموية وتوقف في عضلة القلب ثم الوفاة
يُذكر أن "حقنة هتلر" تستخدم بكثرة داخل المناطق الشعبية والقرى الريفية، حيث يشعر المريض بتحسن كبير وملحوظ فور استخدامها، دون الالتفات إلى مخاطرها التي قد تودي بحياته.
من جانبه أكد الدكتور محفوظ رمزي رئيس لجنة تصنيع الدواء بنقابة الصيادلة، أن معظم أمراض البرد في الفترة الحالية عبارة عن أعراض فيروسية، مضيفًا أن المضاد الحيوي يعمل على البكتيريا وإعطاء مضاد حيوي لعلاج البرد يزيد الطين "بله
وقال محفوظ، خلال مداخلة تلفزيونية بإحدى الفضائيات، إنه لا يصح أخذ الكورتيزون الذي يسيبب مشاكل لجهاز المناعة، والمسكنات التي تسبب مشاكل في الصدر والكبد والمعدة، وهما من مكونات "حقنة هتلر".
وأضاف، أن معظم صيادلة مصر امتنعوا تمامًا عن إعطاء الحقن في الصيدليات، لكن أحيانًا يطلب المريض من الصيدلي شراء حقنة دواء، مشيرا: "ساعتها لو امتنع الصيدلي يديله الحقنة في ايديه وهو معاه روشتة مكتوبة المريض ممكن يعمله قضية امتناع عن البيع
ولفت: "الصيدلي عنده خلفية تامة كل واحد شايل مسؤوليته أمام القانون، وانصح الجمهور الابتعاد عن حقنة الثلاثة في واحد أو ما يعرف بحقنة هتلر مش موجودة في أي كتاب طبي في العالم كله واحنا الوحيدين اللي عملنها، هذه الحقنة خطر حقيقي يجب الحذر منها
ولم تكن تلك هي الواقعة الوحيدة لـ"حقنة هتلر" داخل الصيدليات والتي راح ضحيتها الشاب عمرو، ففي فبراير الماضي تكررت نفس الوقعة وتحديدا بمحافظة أسيوط، وراح ضحيتها طفل يدعى "محمد محمد حسن"، وفي شهر أكتوبر الماضي، تكرر الأمر ذاته، وراح طفلتان من أسرة واحدة وهما "إيمان وساجدة" ضحية تناولهما حقنة البرد الشهيرة
وأصيبت إيمان وساجدة بنوبة إعياء شديدة وارتفاع في درجة الحرارة، وعلى إثر ذلك تناولتا حقنتين داخل إحدى الصيدليات، وعقب الحقن أصيبتا بتشنجات حرارية وحالة إعياء شديدة نقلا على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم لكنهما لفظا أنفاسهما الأخيرة نتيجة مضاعفات حدثت بعد الحقن
وعقب تلك الواقعة طالبت نقابة الصيادلة أعضاءها بمنع أعطاء الحقن داخل الصيدليات، وكان ذلك في بيان رسمي، حفاظاً منها على الصيادلة من التعرض للمساءلة القانونية عن خدمة طبية مقدمة منهم
وقال الدكتور أحمد أبو دومة، عضو مجلس نقابة صيادلة مصر السابق، إنه في أعقاب حادثة الدكتورة مها في محافظة الإسكندرية، وما ترتب عن اتهامها وتحويلها إلى المحاكمة، أصدرت نقابات الصيادلة الفرعية على مستوى محافظات الجمهورية توجيهات لأعضائها - بأنه "طبقًا لتعليمات هيئة الدواء، فمن المفترض عدم أعطاء الحقن داخل الصيدليات بجميع أنوعها، وكعادة أي مهنة هناك من يلتزم بالتعليمات وهناك غير الملتزمين"
وأضاف أبو دومة ، أن حالة عين شمس، والتي راح ضحيتها شاب يبلغ من العمر 36 عامًا، لم يحصل الشاب على الحقنة داخل الصيدلية، وهو من أقدم على إعطاء الحقنة لنفسه، ونتج عنها حادثة الوفاة، والأمر الآن يخصع لتحقيقات النيابة
وتابع: من الممكن أن تثبت التحقيقات أن الصيدلانية هي من رشحت للشاب تلك الحقنة، ويتم اتهامها أو العكس، وفي هذه الحالة ستوقفها نقابة الصيادلة عن ممارسة المهنة لحين انتهاء التحقيقات بشكل كامل من قبل النيابة وتحديد موقفها أم بالخطأ أو البراءة
واختتم دومة: من الممكن أن تكون المضاعفات حدثت بسبب أن الشاب أعطى الحقنة لنفسه دون الاستعانة بصيدلي، وهنا من الوارد أن يكون حدث خطأ أدى إلى الوفاة، فالطب الشرعي هو من يستطيع أن يثبت ذلك الأمر، والنقابة سوف تحقق مع الصيدلانية في لجان التحقيق بالنقابات الفرعية وهناك لوائح للعقوبات