اللوحات الفنية».. سلاح الرسامين الفلسطينيين لفضح جرائم الاحتلال في غزة

كتبت/مرثا عزيز
بالرغم من أن القضية الفلسطينية ضاربة في أعماق التاريخ، وبالرغم من أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أمر متكرر في ظل صمت دولي مستمر، إلا أن الحرب الحالية التي يشنها الاحتلال ضد القطاع المحاصر لم تكن حربا بالأسلحة والذخائر بمعناها المعروف فقط.
فـ«الآلة الإعلامية» التي ربما كانت حاضرة على مر التاريخ، توسع دورها في هذه الحرب إلى ما هو أبعد مما كانت عليه، إذ حرص الاحتلال على الترويج لبعض الأكاذيب والمزاعم من خلال وسائل الإعلام الخاصة به، والداعمة له، ومن خلال الاعتماد على منصات التواصل الاجتماعي لمحاولة تزييف الحقائق، وإظهار المقاومة الفلسطينية وكأنها ثلة من «الإرهابيين».
ومع ذلك، فقد انقلب السحر على الساحر، إذ باتت مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي بمثابة نافذة يُفضح فيها الاحتلال، وتُكشف فيها جرائمه، وتُكذب فيها مزاعمه وادعاءاته، وقد فطنت المقاومة الفلسطينية إلى ذلك، حين اعتمدت على إعلامها لنشر جرائم الاحتلال من ناحية، والكشف عن جهودهم العسكرية في صد ومقاومة هذا العدوان الغاشم من ناحية أخرى.
وإلى جانب المقاومة، اصطف الرسامون الفلسطينيون الذين أبوا إلا أن يكون لهم دور في «المعركة الإعلامية»، من خلال مجموعة من الأعمال الفنية، التي حرص بموجبها عدد من أهل الفن الفلسطيني، قد يكون غالبيتهم غير معروفين، على تجسيد مأساة الشعب الفلسطيني، وتصوير حجم الدمار في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتقديم صورة صادقة عن كفاح «شعب الجبارين» في مواجهة الاحتلال.هذه الأعمال الفنية لم تكن مجرد لوحات جرى رسمها، أو صورا أنتجت باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي فقط، وإنما كانت سلاحا في يد الفلسطينيين «العُزَّل» لفضح انتهاكات وجرائم الاحتلال بحقهم، وبحق أطفالهم ونسائهم وشيوخهم.
هذه «القوة الناعمة» كان لها عظيم الأثر في إثراء ملايين الناس حول العالم، وإخبارهم بحقيقة ما يدور على أرض فلسطين من مجازر وحشية يندى لها الجبين، كان الاحتلال – ولا يزال – يرتكبها بحق المدنيين، ومن هنا يمكن تفسير هذا التحول الدولي الداعم للقضية الفلسطينية، والذي تجلى من خلال المظاهرات والمسيرات المؤيدة للفلسطينيين، والرافضة لعدوان الاحتلال على قطاع غزة، حتى إن هذه التظاهرات وصلت إلى بلدان تجهر بدعمها للاحتلال، وربما ستشكل في المستقبل القريب حجر عثرة أمام الأنظمة والإدارات والحكومات الداعمة لـ«الإرهاب الصهيوني».
وكدليل على ذلك، فإن الرئيس الأميركي جو بايدن مثال حي، إذ تعهد زعماء مسلمون أميركيون من 6 ولايات متأرجحة، تعد حاسمة في انتخابات الرئاسة الأميركية، بحشد مجتمعاتهم ضد إعادة انتخاب بايدن بسبب دعمه للعدوان الإسرائيلي على غزة.
هذه الولايات الست من بين الولايات القليلة التي أتاحت لبايدن الفوز في انتخابات 2020، وقد تؤدي معارضة مجتمعاتها المسلمة والعربية الأميركية الكبيرة إلى تعقيد طريق الرئيس نحو الفوز بأصوات المجمع الانتخابي في العام المقبل.
«الغد» استطاعت جمع جملة من هذه الأعمال الفنية المتداولة عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي بشكل كبير.غزة تواجه الإبادة
أعلنت وزارة الصحة في غزة، في بيان، اليوم الإثنين، ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 18205 أشخاص، وإصابة 49645 آخرين منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.
وقال الدكتور أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، خلال مؤتمر صحفي: «خلال الساعات الماضية ارتكب الاحتلال 19 مجزرة مروعة وإبادة جماعية في الأحياء السكنية وأماكن الإيواء في كافة المناطق بما فيها المناطق الذي يدعي الاحتلال كذبا أنها آمنة».
وأضاف: «وصل إلى المستشفيات 208 شهداء و416 إصابة وما زال عدد كبير من الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، وما زال الاحتلال يمنع وصول سيارات الإسعاف إليهم، ويبقى الجرحى ينزفون حتى الموت».
وحذر القدرة من أن الوضع الصحي في مستشفيات جنوب غزة كارثي ولا يطاق، والطواقم الطبية فقدت السيطرة أمام الأعداد الهائلة من الجرحى وقلة الإمكانيات العلاجية والسريرية.