غزة تحت القصف.. المستشفيات مكتظة بالجرحى والأمم المتحدة تنعى موظفيها

كتبت/مرثا عزيز
أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ، اليوم الثلاثاء، مقتل 19 من موظفيها في الغارات الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة.

وارتفع عدد القتلى من موظفي الأونروا إلى 130 شهيدا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بحسب بيان للوكالة.

وأضاف البيان أن ما يقرب من 1.9 مليون شخص (أكثر من 85% من سكان القطاع) قد نزحوا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول جراء العدوان الإسرائيلي، مشيرا إلى أنه اعتبار من 3 ديسمبر/كانون الأول تواجد 1.2 مليون نازح في 156 منشأة تابعة للأونروا في جميع محافظات غزة.

وأشارت الوكالة إلى أن ما يقرب من مليون نازح يقيمون في 99 منشأة في المنطقة الوسطى وخانيونس ورفح.

وأمس، أكدت الوكالة أن استئناف العملية العسكرية الإسرائيلية وتوسعها أكثر في جنوب غزة يكرر أهوال الأسابيع الماضية، مؤكدة أن عدد المدنيين الذين يسقطون يتزايد بسرعة.

وأشارت إلى أن أوامر الإخلاء التي أصدرتها قوات الاحتلال من خانيونس إلى رفح تسببت في خلق حالة من الذعر والخوف والقلق، مضيفة «اضطر ما لا يقل عن 60 ألف شخص إضافي إلى الانتقال إلى ملاجئ الأونروا المكتظة أصلا، مع مطالبة المزيد من الأشخاص الحصول على ملجأ».

إسعاف تحت القصف

وأفاد المتحدث باسم الصحة الفلسطينية في غزة الدكتور أشرف القدرة بوصول أكثر من 40 شهيدا ومئات الجرحى إلى مجمع ناصر الطبي في خانيونس.

وأضاف القدرة أن سيارات الإسعاف لا تتمكن من الوصول إلى عدد من الجرحى شرقي خانيونس لأنها تُستهدَف.

وأكد القدرة، في تصريحات أن المستشفيات في غزة لا تقدم الخدمة المناسبة لجرحى العدوان الإسرائيلي، موضحا: «نفقد يوميا عشرات الجرحى الذين كان من المفترض إنقاذهم إذا توافرت الإمدادات الطبية».

وتابع أن الاحتلال الإسرائيلي يتحكم في عدد ومسار وحجم المساعدات الطبية التي تدخل قطاع غزة، ويمنع إدخالها إلى شمال القطاع لإبقاء المنظومة الصحية في حالة انهيار تام من أجل إجبار الطواقم الطبية والنازحين والجرحى على التوجه إلى الجنوب.

وأشار إلى أن نسبة الإشغال في الأسّرة بمستشفى مجمع ناصر الطبي بخانيونس بلغت 200%، والعناية المركزة 260%، مشددا على أن الأعداد الموجودة تفوق قدرات المجمع الطبي، محذرا من خروجه عن الخدمة في الساعات القادمة.

وأفاد مراسلنا من خانيونس بارتقاء نحو 45 شهيدا منذ ساعات ليلة أمس، مع اشتداد الغارات الإسرائيلية والقصف المدفعي المتواصل على مناطق مختلفة جنوب القطاع، حيث تركزت في المناطق الشرقية من خانيونس.

وأضاف أن المناطق الشرقية من خانيونس تتعرض لأعنف قصف مدفعي، حيث شهدت أحزمة نارية قوية منذ ساعات الليل، كما انقطعت كل خطوط الاتصال والإنترنت، ما أعاق عمل الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف في الوصول إلى المناطق التي استهدفتها غارات الاحتلال.

ونفذت طائرات الاحتلال الإسرائيلي خلال ساعات الليل مئات الغارات على المدينة وحتى الفجر، وقام السكان بنقل المصابين بسياراتهم المدنية والعربات التي تجرها الدواب، وقاموا بإرشاد سيارات الإسعاف إلى المناطق التي تعرضت للاستهداف.

كذلك، أشار مراسلنا إلى استهداف مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) كانت تؤوي عددا كبيرا من النازحين ما أسفر عن شهداء وجرحى.

وأكد أن هناك حالة من القلق والرعب تسود بين النازحين في خانيونس جنوبي القطاع، وبدأ البعض منهم بالتوجه إلى رفح بحثا عن مكان آمن.

وناشدت المؤسسات الصحية في قطاع غزة المواطنين بالتوجه إلى بنوك الدم للتبرع بالدم مع ارتفاع أعداد الإصابات الخطرة والحالات التي تحتاج لجراحة عاجلة.

وانتهت صباح يوم الجمعة الماضي، الهدنة الإنسانية المؤقتة التي استمرت أسبوعا بعد خلافات بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس بشأن الدفعات الجديدة للإفراج عن المحتجزين في غزة.

وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 15899 شهيدًا، وأكثر من 42 ألف جريح منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.