وسط آمال في اتفاق بشأن المحتجزين.. المقاومة الفلسطينية تقاتل القوات الإسرائيلية شمالي غزة

كتبت/مرثا عزيز
قال مسعفون إن مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) يخوضون معارك لمنع تقدم القوات الإسرائيلية إلى أكبر مخيم للاجئين في قطاع غزة يوم الأحد وإن ضربة جوية إسرائيلية على منزل أودت بحياة 11 شخصا على الأقل، مع تزايد آمال في إبرام اتفاق لإطلاق سراح رهائن محتجزين في القطاع.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست نقلا عن مصادر مطلعة أن وسطاء أميركيين قريبون من إتمام اتفاق بين إسرائيل وحماس لإطلاق سراح عشرات النساء والأطفال المحتجزين في قطاع غزة مقابل وقف القتال لمدة خمسة أيام، الأمر الذي سيساعد على زيادة شحنات المساعدات المرسلة للمدنيين في غزة.
وقالت الصحيفة يوم السبت إنه تم التوصل لاتفاق أولي، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين أميركيين نفوا ذلك، وقالت متحدثة باسم البيت الأبيض إن الولايات المتحدة تواصل العمل من أجل إبرام اتفاق.
وقال السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة مايكل هرتسوج في مقابلة مع برنامج (ذيس ويك) «هذا الأسبوع» على شبكة (إيه.بي.سي) يوم الأحد إن إسرائيل تأمل في الإفراج عن عدد كبير من المحتجزين لدى حركة حماس «في الأيام المقبلة».
وذكرت رويترز يوم الأربعاء نقلا عن مسؤول مطلع على المحادثات أن وسطاء قطريين يسعون للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس لإطلاق سراح 50 رهينة مقابل وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام. وفي ذلك الوقت قال المسؤول إنه تم الاتفاق على المبادئ العامة لكن إسرائيل ما زالت تتفاوض على التفاصيل.
وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني يوم الأحد في مؤتمر صحفي في الدوحة إن أهم النقاط العالقة التي تعرقل التوصل لاتفاق بشأن الرهائن أصبحت الآن «بسيطة للغاية» وهي في الأساس أمور عملية ولوجستية.
وجاء الحديث عن الرهائن في وقت تستعد فيه إسرائيل لتوسيع هجومها على المقاومة الفلسطينية ليشمل جنوب قطاع غزة، وهو ما تجلى في زيادة الضربات الجوية هناك على أهداف تعتبرها اسرائيل ملاذات للمسلحين.
لكن الولايات المتحدة الحليف الرئيسي لإسرائيل حذرتها يوم الأحد من مغبة الشروع في عمليات قتالية في الجنوب دون التفكير في سلامة المدنيين الفلسطينيين الفارين ووضعهم في الاعتبار.
ودأب سكان غزة على الانتقال من مكان لآخر منذ بداية الحرب، ولجأ بعضهم إلى المستشفيات بينما انتقل آخرون من الشمال إلى الجنوب، وفي بعض الحالات يعود السكان مرة أخرى إلى منازلهم في محاولات يائسة للبقاء بعيدا عن مرمى النيران.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الأحد إن عدد القتلى المدنيين في غزة «صادم وغير مقبول» ودعا مجددا إلى هدنة إنسانية على الفور.
قتال عنيف في شمال غزة
اقتحمت القوات والدبابات الإسرائيلية غزة في أواخر الشهر الماضي، ويقول الجيش إنه سيطر منذ ذلك الوقت على مناطق واسعة من الشمال والشمال الغربي والشرق حول مدينة غزة.
لكن حماس وشهودا محليين يقولون إن مسلحي الحركة يستخدمون أسلوب حرب العصابات في مناطق بشمال القطاع، ومنها أجزاء من مدينة غزة ومخيما جباليا والشاطئ للاجئين.
وذكر شهود أن قتالا عنيفا دار خلال الليل بين القوات الإسرائيلية ومسلحين من حماس وإن القوات الإسرائيلية تحاول التقدم إلى مخيم جباليا للاجئين، وهو الأكبر في القطاع بوجود ما يقرب من مئة ألف شخص.
ويقول مسعفون فلسطينيون إن مخيم جباليا يتعرض لقصف إسرائيلي متكرر مما أدى إلى استشهاد عشرات المدنيين. وتقول إسرائيل إن الضربات أودت بحياة الكثير من المسلحين الذين كانوا يختبئون بالمخيم.
وأمر الجيش الإسرائيلي يوم الأحد سكان عدة أحياء في جباليا بترك أماكنهم والتوجه نحو جنوب غزة «حفاظا على سلامتكم»، في رسائل باللغة العربية على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال الجيش إنه سيوقف العمليات العسكرية بين الساعة العاشرة صباحا والثانية ظهرا.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن 11 فلسطينيا استشهدوا في غارة جوية إسرائيلية على منزل في جباليا بعد انتهاء فترة وقف إطلاق النار.
ورفض معظم سكان جباليا الأوامر الإسرائيلية السابقة بإخلاء المنطقة والتوجه إلى جنوب القطاع الساحلي الضيق.
ويقول فلسطينيون إن الجنوب يتعرض أيضا لقصف إسرائيلي متكرر، مما يجعل الوعود الإسرائيلية بالسلامة سخيفة.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة يوم الأحد ارتفاع عدد شهداء الضربات الإسرائيلية إلى أكثر من 13 ألفا، بينهم 5500 طفل و3500 امرأة.
أكبر مستشفى في القطاع صار «منطقة موت»
زار فريق بقيادة منظمة الصحة العالمية مستشفى الشفاء واصفا إياه بأنه «منطقة موت»، بعد أيام من اقتحام القوات الإسرائيلية للمجمع لتدمير ما تصفه بمركز قيادة لحماس أسفل المستشفى.
وقال فريق منظمة الصحة العالمية إنه رصد آثار إطلاق نار وقصفا ومقبرة جماعية في مدخل مستشفى الشفاء. وأضاف أنه يعكف على وضع خطط للإجلاء الفوري للمرضى المتبقين وعددهم 291 من بينهم مصابون في الحرب و25 من العاملين بالمستشفى.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن الأمم المتحدة والهلال الأحمر الفلسطيني نفذا عملية مشتركة لإجلاء 31 من الأطفال الخدج من مستشفى الشفاء وإنهم سيُنقلون عبر معبر رفح الحدودي إلى مصر لتلقي العلاج هناك.وأضافت الوزارة أن ثمانية من الأطفال الخدج استشهدوا في وقت سابق داخل مستشفى الشفاء بسبب انقطاع الكهرباء ونقص الأدوية الضرورية لرعايتهم.
وخرج مئات من المرضى والعاملين والنازحين الذين كانوا يحتمون في الشفاء من المجمع يوم السبت، ويقول مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني إن القوات الإسرائيلية طردتهم بشكل غير إنساني، بينما يزعم الجيش أن المغادرة كانت طوعية.