بسبب نيران الاحتلال.. مستشفيات غزة تتحول إلى «مشرحة كبيرة»

كتبت/مرثا عزيز
أخيرا.. اهتز الضمير العالمي تحت صدمة «مستشفيات غزة وهي تنزف دما» في قلب نيران حرب الإبادة على القطاع.. فالقتال يحاصر المرضى والمسعفين في أكبر مستشفى في غزة.
ولا يزال المرضى والمسعفون محاصرين في المستشفى الرئيس في غزة بعد أيام من القتال بين القوات الإسرائيلية والمقاومة الفلسطينية، حيث تحذر وكالات الإغاثة من أن المرضى والأطفال المصابين بأمراض خطيرة معرضون لخطر الموت بسبب نقص الوقود وتضاؤل إمدادات الغذاء والماء، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية.
المنظمات الإنسانية أعربت عن قلقها إزاءَ الوضعِ في المستشفياتِ المحاطة بالقتال، أو القريبةِ منه.
وكانت منظمةُ أطباء بلا حدود، قد حذرت في منشور عبر موقع (إكس) أوردته قناة (فرنسا 24) الإخبارية، «بأن الكهرباء في المستشفيات هي شريان حياة، وإذا لم يجرِ اتخاذ إجراء الآن، وإذا لم نُوقف إراقة الدماء فورا من خلال وقف إطلاق النار أو على أقل تقدير إجراء إجلاء طبي للمرضى، فإن هذه المستشفيات تتحول إلى مشرحة كبيرة».
وذكرت صحيفة الغارديان، أن إسرائيل تقول إن مقرا لحماس يقع تحت مستشفى الشفاء، وهو ما نفته حماس والأطباء في المنشأة الطبية.
ونقلت الصحيفة البريطانية، عن وزارة الصحة الفلسطينية، أن تسعة مرضى وستة أطفال على الأقل توفوا في مستشفى الشفاء، الذي كان في السابق حجر الزاوية في النظام الصحي بغزة، نتيجة لنقص الوقود وإغلاق الأقسام بعد حصار القوات الإسرائيلية للمستشفى.صورة الكارثة التي تحاصر مستشفيات غزة، عرضتها «الغارديان»، على لسان منير البرش، الطبيب الذي يشغل أيضًا منصب وكيل وزارة الصحة الفلسطينية، متحدثًا من داخل مستشفى دار الشفاء: «ليس لدينا مولدات كهربائية لأنها تحتاج إلى الوقود لتشغيلها.. لا يوجد طعام ولا ماء ولا كهرباء ولا وقود في مستشفى الشفاء، ونحن هنا نتعامل مع
وأضاف للصحيفة: «لا يمكننا إدارة هذا العدد الهائل من الحالات.. إذا جاء الناس، فلن نتمكن من فعل أي شيء لهم».
وجرى إخراج المواليد الجدد من الحاضنات في مستشفى الشفاء بغزة بعد انقطاع التيار الكهربائي، يوم الأحد.
وقال البرش، إن المنشأة كانت تنوي حفر مقبرة جماعية حتى طوقت الدبابات والقناصة الإسرائيليون المجمع يوم الجمعة، مما جعل الحركة حوله مستحيلة.
وتابع: «هناك 110 جثث أمام المستشفى، بعضها في الثلاجة التي لا تعمل، وبعضها في المساحة المفتوحة أمام وحدة الطوارئ، محذرًا من أن ذلك يمكن أن يصبح مصدرًا للأوبئة والأمراضغزة تواجه الإبادة
ولليوم الـ 39 على التوالي، يواصل الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، منذ أن بدأ في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، بعد قيام المقاومة الفلسطينية بتنفيذ عملية طوفان الأقصى، بمنطقة غلاف غزة. وتتواصل الغارات التي تشنها مقاتلات الاحتلال، والتي تستهدف منازل المدنيين العزل، بجانب استهداف المستشفيات والمساجد والكنائس، مما أدى إلى ارتقاء آلاف الشهداء والجرحى، بينما يعاني الناجون من القصف حتى الآن أوضاعا إنسانية كارثية.
وبحسب أحدث إحصائية صادرة عن وزارة الصحة في غزة، ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول إلى أكثر من 11500 شهيد، بينهم أكثر من 8 آلاف طفل وسيدة، بالإضافة إلى 29 ألف جريح