مع تهديد إسرائيلي بالاجتياح.. جهود ونداءات دولية لإقامة مناطق آمنة في غزة

كتبت/مرثا عزيز
تواصل قوات جيش الإسرائيلي عمليات القصف على مناطق متفرقة من أنحاء غزة، ليرتفع عدد الشهداء إلى قرابة 1800 منذ بدء العدوان يوم السبت الماضي، وبعد توجيه إسرائيل أوامر للسكان بإخلاء شمال القطاع، جاءت ردود الفعل الدولية محذرة من هذا الإجراء.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، اليوم الجمعة، إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن ناقش مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنشاء مناطق آمنة في قطاع غزة يمكن للمدنيين الانتقال إليها بعد أن دعت إسرائيل مليون نسمة لمغادرة مدينة غزة والتوجه جنوبا.
وأضاف المسؤول للصحفيين «أحد الأمور التي ناقشناها معهم (أمس الخميس) كان الحاجة إلى حماية أرواح المدنيين في غزة والحاجة لإقامة بعض المناطق الآمنة التي يمكن للمدنيين الانتقال إليها ليكونوا في مأمن من العمليات الأمنية الإسرائيلية المشروعة».
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تتواصل مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر ووكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة لمعرفة ما قد تكون عليه طبيعة تلك المناطق الآمنة.
وجاءت ردود فعل من منظمات إنسانية وأممية منتقدة القرار الإسرائيلي، إذ قال كلايف بولدوين كبير المستشارين القانونيين لدى منظمة هيومان رايتس ووتش «الأمر بإخلاء مليون شخص في غزة لمنازلهم، عندما لا يكون هناك مكان آمن يذهبون إليه، ليس تحذيرا فعالا. الطرق مدمرة والوقود شحيح والمستشفى الرئيسي يقع في منطقة الإخلاء».
وأضاف «هذا الأمر لا يغير التزامات إسرائيل في العمليات العسكرية بعدم استهداف المدنيين مطلقا، واتخاذ جميع التدابير الممكنة لتقليل الضرر الذي يلحق بهم. وينبغي على زعماء العالم الآن أن يعلنوا ذلك صراحة قبل فوات الأوان».كما قالت رافينا شمداساني المتحدثة باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان «ندعو إلى إطلاق نداء عالمي، نداء لا لبس فيه من كل دولة عضو في المجتمع الدولي، وخاصة تلك التي تتمتع بتأثير، للإصرار على الاحترام الكامل للقانون الإنساني الدولي».
وكرر مكتب الأمم المتحدة النداءات الموجهة إلى إسرائيل بإلغاء دعوتها للمدنيين إلى الانتقال نحو الجنوب.
وقالت شمداساني «ذلك الأمر يؤثر على أكثر من مليون فلسطيني، بما في ذلك الأطفال وكبار السن والمرضى، إذ يجبرهم على الانتقال إلى أماكن أخرى بوسائل نقل قليلة أو معدومة ومع وجود ضمانات ضئيلة بسلامتهم، وسط استمرار الأعمال القتالية».
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن المنظمات الإنسانية لن تكون قادرة على مساعدة أكثر من مليون شخص في غزة أمهلتهم إسرائيل 24 ساعة لمغادرة منازلهم والتوجه إلى جنوب القطاع.
وأضافت اللجنة في بيان «في ظل وجود حصار عسكري، لن تتمكن المنظمات الإنسانية ومنها اللجنة الدولية للصليب الأحمر من المساعدة في هذا النزوح الجماعي للسكان في غزة».
أماكن آمنة
قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، اليوم الجمعة، إنها تجري محادثات مع مصر والأمم المتحدة بشأن توفير أماكن آمنة للمدنيين في غزة الذين دعاهم الجيش الإسرائيلي للتحرك جنوبا تحسبا لهجوم بري.
وفي حديثها في مدينة نتيفوت بجنوب إسرائيل بعد محادثات مع نظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين، قالت بيربوك إن «القدرات في جنوب غزة مثقلة بالفعل… نحن نجري مناقشات مع الأمم المتحدة ومع مصر ومع جهات فاعلة مختلفة حول هذا الأمر».
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية إن الرئيس محمود عباس اجتمع الجمعة في العاصمة الأردنية عمان مع بلينكن.وقالت الوكالة إن عباس «شدد على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على أبناء شعبنا بشكل فوري، وحمايتهم، والرفض الكامل لتهجير أبناء شعبنا من قطاع غزة، لأن ذلك سيكون بمثابة نكبة ثانية لشعبنا، وضرورة السماح بفتح ممرات إنسانية عاجلة لقطاع غزة، وتوفير المستلزمات الطبية، وإيصال المياه والكهرباء والوقود للمواطنين هناك».
وكان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه قد أعلن أمس الخميس إنه يعمل مع مصر لفتح ممرات لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة ووضع حد فوري لما وصفها «بالجرائم التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي والمستوطنون».
يتزامن هذا ما أزمة واسعة في القطاع الصحي داخل غزة، وقالت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة في بيان اليوم الجمعة إن غزة تواجه كارثة إنسانية وصحية.
وقالت في بيان «نجدد مناشداتنا العاجلة لكل دول العالم والمنظمات الحقوقية والإنسانية والصحية بضرورة إدخال الدعم الصحي والفوري لمستشفيات قطاع غزة».
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاعَ حصيلةِ العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 1799 شهيدا ونحو 7000 جريح.
في تلك الأثناء، دفع الجيش الإسرائيلي بالمزيد من التعزيزات العسكرية إلى حدود قطاع غزة، وسط تقارير عن استعدادات لاجتياح بري وشيك للقطاع، في تصعيد هو الأخطر في المنطقة منذ سنوات.