في ذكرى الأربعين.. من قتل رئيس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين؟

كتبت/مرثا عزيز
40 يوما مرت على رحيل رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة، يفغيني بريغوجين، الذي لقي حتفه في حادثة سقوط طائرة خاصة كانت متجهة إلى سان بطرسبرغ، والغموض لا يزال سيد الموقف.
فمع ذكرى الأربعين، لا تزال هناك علامة استفهام كبيرة تحيط بالأمر، وما إن كانت هذه الوفاة مدبرة أم أنها حادثة عادية تخلو من أي شبهة جنائية.
مقتل بريغوجين
في يوم 23 أغسطس/ آب الماضي، أُعلن عن مقتل يفغيني بريغوجين، في حادثة سقوط طائرة خاصة كانت متجهة إلى سان بطرسبرغ انتهت بوفاة كل من كانوا على متنها.
فإلى جانب بريغوجين، قتل 9 آخرون كانوا على متن الطائرة، وهم: اثنان من كبار قيادات فاغنر، وحراس بريغوجين الشخصيون الأربعة، وطاقم الطائرة المكون من 3 أفراد.
ومع ذلك فإن سبب سقوط الطائرة التي كانت تقل قائد فاغنر، بعد نحو شهرين من التمرد الذي قاده ضد مسؤولين روس، وفي مقدمتهم وزير الدفاع، سيرغي شويغو، لم يكن معروفا حينها، ولا يزال حتى الآن.
شبهة جنائية
وبالرغم من مضي 40 يوما على وفاة قائد فاغنر، وبالرغم من إعلان الكرملين في 30 أغسطس/ آب أن المحققين يدرسون احتمال أن تكون الطائرة قد أُسقطت عمدا، إلا أنه حتى الآن لم تسفر التحقيقات الروسية عن أي جديد، لتبقى وفاة بريغوجين محض علامة استفهام كبيرة تبحث عن إجابةروسيا أم أوكرانيا؟
ويتبنى البعض فرضيتين، إحداهما أن أوكرانيا متورطة في مقتل بريغوجين، الذي كان يقود فاغنر على جبهات القتال، خلال الحرب الروسية الأوكرانية، لكن هذه الفرضية مطعون في صحتها لأن أوكرانيا لا تعرف خط سير برغوجين من ناحية، كما أن قوات كييف كانت تهاجم العمق الروسي بالطائرات المسيرة وليس بالصواريخ بعيدة المدى.
أما الفرضية الثانية التي يتبناها البعض الآخر فتتمثل في أن حادثة سقوط الطائرة حادثة مدبرة في الداخل الروسي، ردا على التمرد الذي قاده بريغوجين ضد وزير الدفاع المقرب من الرئيس فلاديمير بوتين.
وبينما لا تزال كلتا الفرضيتين محض شكوك أو معلومات غير مؤكدة، فإن الشيء الوحيد المؤكد هو أن خيوط وفاة بريغوجين لم تزل حتى الآن غير واضحة.
تأبين بريغوجين
وشارك العشرات في مراسم تأبين يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة، التي أقيمت، اليوم الأحد، في موسكو وعدد من المدن الروسية، بعد مضي 40 يوما على وفاته.
ووضعت والدته فيوليتا وابنه بافيل الزهور على قبره في سان بطرسبرغ، بينما لوح مؤيدوه بأعلام فاغنر السوداء التي تحمل رسما لجمجمة مصحوبا بشعار «دماء.. شرف.. وطن.. شجاعة».
ووفق معتقدات الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية، تقوم الروح برحلتها الأخيرة إلى الجنة أو الجحيم في اليوم الأربعين بعد الموت.
وقالت ذراع التجنيد التابعة لفاغنر في بيان على تيليغرام: «يمكن انتقاده بسبب أحداث معينة، لكنه كان وطنيا دافع عن مصالح الوطن الأم في قارات مختلفة».وأضافت: «كان صاحب شخصية مؤثرة، والأهم من ذلك أنه كان قريبا من المقاتلين والشعب، ولهذا السبب صار يتمتع بشعبية داخل روسيا وخارجها».
وعبر مشاركون في التأبين عن احترامهم لبريغوجين.
بوتين يعيد فاغنر إلى الواجهة
وفي يوم الجمعة الماضي، ظهر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وهو في اجتماع مع أندريه تروشيف، أحد أبرز القادة السابقين في مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة، وبحثا إمكانية مشاركة الوحدات التطوعية في حرب أوكرانيا، كما أطلق بوتين عبارات إشادة بسجناء قتلوا خلال المعارك.
وأندريه تروشيف من قدامى المحاربين، وحصل على أوسمة رفيعة لمشاركته في حروب روسيا في أفغانستان والشيشان، وهو قيادي سابق في قوة التدخل السريع التابعة لوزارة الداخلية ومسقط رأسه سان بطرسبرغ مثل بوتين.
وحصل تروشيف على أعلى وسام بالبلاد، وهو وسام بطل روسيا، في عام 2016 بسبب اقتحام مدينة تدمر في سوريا لمحاربة مقاتلي تنظيم داعش.