العالم يضع همومه على عتبة الجمعية العامة للأمم المتحدة

كتبت/مرثا عزيز
وسط مشهد سياسي عالمي مضطرب، تعقد الأمم المتحدة جمعيتها العامة، في الدورة الـ 78 التي يطلق عليها البعض «برلمان العالم»، حيث تمثل محفلا خطابيا لقادة العالم، ولذلك لا ترى الشعوب في الجمعية العامة للأمم المتحدة سوى مؤسسة أممية تعالج القضايا والأزمات الدولية بالمقترحات وطرح آراء الدول، وتبني توصيات غير نافذة. وكثيرا ما تشهد الجمعية العامة للأمم المتحدة، مناظرات ساخنة تتبادل خلالها الاتهامات بين الدول.. ورغم ذلك تظل الجمعية العامة للأمم المتحدة نافذة عالمية لطرح القضايا والأزمات الدولية خاصة منها الأكثر سخونة وأشد تعقيدا.
الرئيس بايدن الوحيد من بين الخمسة الكبار في الجمعية العامة للأمم المتحدة
ومن بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة، يشارك رؤساء دول وحكومات 145 دولة في الجمعية العامة، ولكن من بين الأعضاء الخمسة المؤسسين الدائمين في مجلس الأمن والذين يتمتعون بحق النقض الفيتو، يتغيب كل من الرئيس الروسي ونظيراه الصيني والفرنسي، إضافة إلى رئيس وزراء بريطانيا، وسيكون الرئيس الأمريكي جو بايدن، وحيدا من بين الخمسة الكبار في مجلس الأمن الدولي (بريطانيا وفرنسا وروسيا والصين)، ويغيب أيضا رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الذي قاد قمة العشرين الأخيرة .
وبينما يرى الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، في تصريحات صحفية نقلتها صحف البرازيل أنه «حتى دون وجود شي ومودي في الأمم المتحدة، هناك عدد لا بأس به من الزعماء غير الغربيين الذين سيتحدثون بقوة نيابة عن العالم النامي».جدول أعمال مشحون بقضايا متعددة
وتجمل الدول قضاياها وأزماتها ومشاكلها إلى مقر اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، مع انطلاقها أمس الثلاثاء، رغم أن جدول أعمال الجمعية العامة مشحون بقضايا متعددة: من من حرب أوكرانيا، مرورا بارتفاع أسعار المواد الغذائية، والكوارث المناخية، وصولا وليس آخرا إلى الأعداد غير المسبوقة للمهاجرين.
ويقول ريتشارد جوان، مدير مجموعة الأزمات الدولية بالأمم المتحدة لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «إن الجمعية العامة تمثل فرصة جيدة لبايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن للعمل على تعزيز العلاقات الأمريكية مع القادة غير الغربيين في أثناء غياب شي وبوتين».
أوكرانيا في الصدارة
وتصدرت أزمة أوكرانيا، القضايا المطروحة على الجمعية العامة، كون الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يشارك في أعمال الدورة الـ 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي يستغلها في إيصال رسائله للعالم.
النزوح القسري والأمن الغذائي
والقضيةٌ الأخرى على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي النزوح القسري الذي يواجهه الآلاف في جميع أنحاء العالم، والذي وصل إلى رقم قياسي جديد بلغ 110 ملايين شخص هذا العام، بحسب ما صرح به المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، قبل يومين.
وكذلك يحتل انعدام الأمن الغذائي مكانة عالية على جدول أعمال الزعماء في الدورة الـ78 للجمعية العامة. ووفق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة فإن «عدد الأشخاص الذين ليس لديهم ما يكفي من الطعام على مستوى العالم هو في أعلى مستوياته في التاريخ الحديث، وأن 700 مليون شخص لا يعرفون متى أو ما إذا كانوا سيأكلون مرة أخرى».التوقعات تتضاءل
وذكرت شبكة «سي إن إن» الأميركية، أن الكثير من الدبلوماسيين لا يتوقعون حدوث اختراقات في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. بينما قال مندوب الصين تشانغ جون، لقناة «سي بي إس نيوز»، الأميركية: «إذا تمكنت الجمعية العامة من تحديد الاتجاه الصحيح وإعادة بناء ثقة الناس في الأمم المتحدة، فسيكون من الأسهل معالجة جميع القضايا الأخرى».