من أغادير إلى مراكش.. أبرز الزلازل المدمرة التي شهدها المغرب

كتبت/مرثا عزيز
جدد الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة، الذكريات الأليمة للمغاربة، واستعادت الذاكرة سلسلة من الهزات الأرضية والكوارث الطبيعية، كان أسوأها زلزال أغادير الذي أسفر عن تدمير شديد في المدينة والمناطق المجاورة.
وأسفر الزلزال الأخير في مراكش عن انهيار بعض المنازل في المدينة القديمة المزدحمة، بالإضافة إلى مئذنة المسجد في ساحة جامع الفنا، وهي قلب المدينة القديمة ومسجلة على قائمة التراث العالمي لليونسكو.
وأظهرت لقطات بثها التلفزيون من منطقة مولاي إبراهيم، التي تقع على بعد نحو 40 كيلومترا جنوبي مراكش، العديد من المنازل التي انهارت عند سفح الجبل وسكان يحفرون قبورا.
ضحايا زلزال أغادير
وقد أعادت مشاهد الدمار بمراكش إلى الأذهان مأساة زلزال أغادير الذي أسفر عن خسائر بشرية تقدر بنحو 15 ألف قتيل، بالإضافة إلى تضرر العديد من المنازل والبنى التحتية، وتشريد ما لا يقل عن 35 ألف شخص.
وقد شهدت مدينة أغادير والمناطق المجاورة لها تدميرًا هائلا وفقدانًا للأرواح، وحمل تلك الكارثة الطبيعية تأثيرًا كبيرًا على المجتمع المغربي وعلى البنية التحتية والاقتصاد المحلي.
زلزال أغادير 1960
وتقع مدينة أكادير في منطقة ذات نشاط زلزالي مرتفع، بحكم وقوعها تحت تأثير الحزام الزلزالي الألبي الذي يمتد من صخرة جبل طارق غربا إلى غاية إندونيسيا شرقا.
كما أثر الزلزال في الاقتصاد المحلي بشكل كبير، حيث بلغت الخسائر المادية حوالي 290 مليون دولار. تم تسجيل آثار هذا الزلزال في تاريخ المغرب كحدث مدمر ومؤلم للشعب المغربي.زلزال الحسيمة يدمر البنية التحتية
وفي 24 فبراير 2004، شهدت المملكة المغربية كارثة طبيعية أخرى بزلزال الحسيمة، وكان من بين أقوى الزلازل التي ضربت المغرب، حيث بلغت شدته حوالي 6.3 درجات على مقياس ريختر.
وأسفر هذا الزلزال عن دمار هائل في مدينة الحسيمة والمناطق المحيطة بها. وقدر عدد القتلى بين 628 و 631 شخصًا، وجرح نحو 926 آخرين. كانت معظم الضحايا من سكان المناطق القروية المجاورة.
كما تسبب أيضا في تضرر كبير للممتلكات والبنى التحتية، حيث تم تدمير العديد من المنازل والمباني. وتم تشريد نحو 15,000 شخص جراء هذه الكارثة.
وترك زلزال الحسيمة آثارًا عميقة على الاقتصاد المحلي والمجتمع، وأدى إلى حاجة ماسة لجهود الإعمار والمساعدة للمتضررين. تم تسجيل هذا الزلزال في تاريخ المغرب كحدث مأساوي ومؤلم.
خسائر مادية وبشرية
وفي الماضي البعيد تحديدا في عام 1719، ضربت سواحل المغرب زلزالًا دمر أجزاء واسعة من مراكش، تبعه في 27 ديسمبر 1722، زلزال عنيف أسفر عن خسائر جسيمة في بعض المدن الساحلية.
كما ضرب زلزال مكناس 1755 المغرب في 27 نوفمبر 1755، وأدى إلى دمار مدينتي فاس ومكناس، وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 15.000 شخص في كلتا المدينتين.
في عام 2023، ضرب زلزال بقوة 7 درجات على مقياس ريختر أقاليم ومناطق الحوز ومراكش وورزازات وأزيلال وشيشاوة وتارودان، أسفر عن سقوط 820 قتيلا على الأقل وحدوث خسائر مادية جسيمة.
كما ضرب زلزال بحر البوران 2016 شمال شرق الحسيمة بالمغرب، ويُعتبر أقوى زلزال حدث في بحر البوران، حيث بلغت قوته بين 6.3 و 6.4 على مقياس درجة العزم بعمق مركز منخفض ضحل يبلغ 12 كم. أسفر عن وفاة شخص واحد على الأقل وإصابة 30 آخرين على الأقل.استعدادات مراكش
وتكافح فرق الإنقاذ اليوم السبت للعثور على ناجين وسط أنقاض المنازل المنهارة في القرى الجبلية النائية بالمغرب في أعقاب أعنف زلزال تشهده البلاد منذ أكثر من ستة عقود والذي أودى بحياة أكثر من ألف شخص.
ضرب الزلزال منطقة جبال الأطلس الكبير في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة وألحق أضرارا بمبان تاريخية في مراكش، أقرب مدينة إلى مركز الزلزال، في حين سقط معظم الضحايا في المناطق الجبلية الواقعة إلى الجنوب.
أشخاص يعملون بجوار الأضرار في مدينة مراكش التاريخية، في أعقاب زلزال قوي ضرب المغرب- رويترز
وقالت وزارة الداخلية إن 1037 لقوا حتفهم بينما أصيب 1204 في الزلزال الذي حددت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية قوته عند 6.8 درجة ومركزه على بعد نحو 72 كيلومترا جنوب غربي مراكش.
وذكرت وزارة الداخلية أن “الحصيلة المؤقتة للفاجعة التي شهدتها بلادنا ليلة أمس الجمعة قد عرفت، إلى حدود الساعة الواحدة من زوال اليوم، ارتفاعا في عدد الوفيات حيث بلغت 1037 شخصا و1204 جرحى من بينهم 721 في حالة حرجة”