ليست الأولى.. هل يتعمد بوتين إحراج مسؤوليه؟

كتبت/مرثا عزيز
أعطى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين درسا تاريخيا قصيرا بالأرقام لأحد المسؤولين، اليوم الثلاثاء، أشار فيه إلى جذور ما يحدث اليوم في أوكرانيا.
وبحسب روسيا اليوم، جاء ذلك خلال اجتماع بالفيديو للرئيس بوتين مع لجنة «النصر»، التي يتم النظر فيها في طلبات الحصول على ألقاب «مدن الشجاعة والعمل»، مع عدد من المسؤولين بينهم مدير متحف النصر ألكسندر شكولنيك.
وسأل بوتين مدير المتحف: كم عدد اليهود الذين أبادهم النازيون في أوكرانيا؟
فأجابه مدير المتحف: لا أستطيع الإجابة بالضبط.
فرد بوتين: أخبرك أنا، عددهم 1.5 مليون شخص، وإذا كان ضحايا الهولوكوست بلغ عددهم 6 ملايين، فهذا يعني أنهم يمثلون ربع هذا الرقم.. 25% من الضحايا.. من فعل ذلك في أوكرانيا؟.
وأجاب بوتين مرة أخرى مؤكدا أنه لم يكن النازيون وحدهم من ارتكبوا هذه الجرائم، وإنما ستيبان بانديرا وأتباعه ممن أعطوا تعليمات مباشرة، حتى قوات الأمن الخاصة النازية لم تر أنه من الممكن المشاركة في هذه الفظائع، فأوكلوا ارتكابها إلى النازيين المحليين، وهو ما « يرتبط مباشرة بما يحدث اليوم في أوكرانيا».
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يوبخ فيها بوتين بعض المسؤولين الروس، فقد سبق ذلك مرات عدة في لقاءات عامة وخاصة
ففي شهر يونيو/حزيران 2023 أحرج بوتين مسؤولة روسية وأمرها بالتزام الصمت أثناء النشيد الوطني الروسي، مشيرا إليها بإصبعه .بوتين يأمر مسؤولة روسية بالصمت أثناء النشيد الوطني – أرشبفبة
وأظهر مقطع مصور تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، بوتين وهو يطلب من عضو مجلس إدارة شركة غازبروم التزام الصمت.
وفي شهر فبراير/ شباط 2022 أحرج الرئيس الروسي، رئيس الاستخبارات سيرغي ناريشكين، بعد سؤاله بشكل مفاجئ إذا ما كان يؤيد الاعتراف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين شرق أوكرانيا.
إلا أن رئيس المخابرات أشار خطأ إلى أنه يؤيد انضمام الجمهوريتين إلى روسيا الاتحادية، وذلك خلال اجتماع أجراه بوتين مع أعضاء مجلس الأمن القومي الروسي.
وأظهر مقطع فيديو خلال الاجتماع الذي بُث على التلفزيون الرسمي الروسي، رئيس المخابرات متلعثماً وهو يقول إنه يدعم اقتراح دمج جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوغانسك الشعبية في روسيا.
إلا أن بوتين أسرع بالرد عليه قائلاً: « لا نناقش ذلك، نتحدث عن الاعتراف باستقلالهما»، وهنا بدا التوتر شديداً على ناريشكين الذي صحح زلة لسانه، بالقول «نعم .. أدعم اقتراح الاعتراف باستقلالهما »، فيما قاطعه بوتين مرتين خلال حديثه طالباً منه أن يكون واضحاً.
إحراج بلا حدود
لم تقتصر سياسة بوتين في الإحراج على مسؤوليه، ففي شهر أكتوبر/ تشرين الثاني عام 2021 أحرج بوتين المذيعة الأميركية هيدلي غامبل، المذيعة بقناة cnbc كررت عليه نفس السؤال مرتين، وقال بوتين في مقابلته مع المذيعة: « أمامي امرأة جميلة وجذابة، أقول لها شئ وهي تقولي لي شيئا آخر، كانها لم تسمع ما قلته قبلوتابع: « لذلك سأكرر ما كنت أقوله من جديد ».
وكانت المذيعة كررت سؤالا أجاب عليه بوتين، حول إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا، أثناء الجلسة العامة لمنتدى أسبوع الطاقة الروسي،
لكن المذيعة ردت على إحراج بوتين لها بنشر صورة لها على حسابها بموقع إكس وهي تسير والرئيس الروسي يسير خلفها، وقد علقت على الصورة بقولها « مشية القوة ».