خبير روسي: بريكس ليست منظمة اقتصادية أو سياسية.. والعملة الموحدة مستحيلة

كتبت/مرثا عزيز
تصدّرت قمة «بريكس» الـ 15 في مدينة جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا، اهتمامات ومتابعات الدوائر السياسية والاقتصادية العالمية، إلى جانب العديد من التحليلات الاقتصادية والمالية التي تناولت هوية وأهداف وسياسات التكتل الدولي «بريكس»، والتغييرات المرتقبة على خريطة التوازنات الدولية.
العملة الموحدة مستحيلة
ويرى خبير روسي أن البعض يسمي «بريكس» منظمة اقتصادية، لكنه لا يوجد توحيد جاد أو تنسيق على الأقل للسياسة الاقتصادية بين الأعضاء. فموضوع عملة «بريكس» الموحدة، الذي تجري مناقشته لأكثر من 10 سنوات دون نتائج، يصل الآن إلى قمة موجته. ووفقا لتقارير صحفية، يبدو أن أعضاء «بريكس» يناقشون حاليا آلية التسوية الرقمية، إلا أن ذلك سيطبق، وفقا للخطط، في غضون 10 سنوات أخرى.
إن العملة الموحدة مستحيلة دون فقدان جزء من السيادة، ما يعني أن العملة الموحدة لكتلة من البلدان الساعية إلى زيادة سيادتها هو أمر مستحيل بحكم التعريف.
«ليست منظمة سياسية»
ويضيف المحلل السياسي الروسي الشهير، ألكسندر نازاروف ـ المقرب من الكرملين ـ قد نسحمّي «بريكس» منظمة سياسية، لكنها ليست بأي حال من الأحوال كتلة سياسية، وعلى وجه الخصوص، فهي ليست كتلة موجهة ضد الولايات المتحدة الأمريكية.
وأكد أنه ثمة كثير من الضجيج والدعاية حول «بريكس» من كلا الجانبين.
توسيع العضوية ويرى «نازاروف»، أنه كلما توسعت «بريكس»، كلما قلت قدرتها على أن تكون لاعبا، أو حتى أداة في يد اللاعبين الرئيسيين، أو بالتحديد في يد اللاعب الرئيسي «الصين».. فإذا كانت دول «بريكس» ستشكل تهديدا للولايات المتحدة، فسوف تفعل ذلك ككتلة مستندة إلى الصين، حيث أن اليوان الصيني وحده الآن هو الذي يستطيع المطالبة بوضع العملة العالمية.
لكن أكبر دول «بريكس» هي الأخرى تريد نفسها أن تكون مركز القوة، وألا تخضع للصين.
«حصان طروادة»
وحتى في الهيكل القديم لـ «بريكس»، نرى كيف تهدد التناقضات بين الصين والهند بشلّ عملية تطوير بعض الإجراءات المشتركة. ومع توسيع العضوية، سيقل تجانس المنظمة، وتصبح أقل قدرة وبلا أسنان. حتى أن بعض المحللين يجادلون بأن توسع «بريكس» ليس سوى حصان طروادة أمريكي، تحاول به الولايات المتحدة من خلال حلفائها تحييد هذه المنظمة
تضخيم الكيان
تنظر الولايات المتحدة إلى بريكس بوصفها تهديدا، وتحاول إغراق هذه المنظمة وتقسيمها، فيما ينظر معارضو الولايات المتحدة إلى بريكس بوصفها الأمل في تحرير العالم من الهيمنة الأمريكية. وكلا الرؤيتين هي حرب دون كيخوتية مع طواحين الهواء، أي تضخيم كيان ما بخصائص خيالية.
«بريكس» مجرد ترمومتر
ويضيف المحلل السياسي الروسي «نازاروف» عبر قناة «تليغرام» الخاصة به: واقع الأمر، في رأيي المتواضع، أن «بريكس» هي ترمومتر لقياس الحرارة، اختبار مرئي يظهر الرغبة في الابتعاد عن الولايات المتحدة. وبهذه الصفة، فإن المنظمة تشكل تهديدا حقيقيا للولايات المتحدة، نظرا لأن الاقتصاد، ودور الدولار في العالم، يعتمد إلى حد كبير على فكرة غالبية الناس حول قوة أميركا.وأكد أن إظهار عدد كبير من الدول الرغبة في القفز من السفينة الأمريكية إلى سفينة أخرى يقضي على الإيمان بالهيمنة الأميركية، وبالتالي بالدولار.
سفينة نوح
وتابع قائلا إن «بريكس ليست كتلة أو منظمة بقدر ما هي فعل، فعل استعراضي لتحدي الولايات المتحدة الأميركية، ممتد على مساحة من الوقت.. دعونا لا نتوقع منها الإنجازات والمعجزات».
وأضاف «بريكس بتكوينها المستقبلي الموسع، ليست سوى سفينة نوح للبلدان التي تريد فقط أن تعيش، وألا تدفن حية في القبر».