رسائل سياسية خلف الحشود العسكرية على حدود النيجر

كتبت/مرثا عزيز
يبدو أن العد العكسي قد بدأ للعملية العسكرية المقرر تنفيذها في النيجر لإعادة الرئيس السابق محمد بازوم وإسقاط الانقلاب العسكري، وذلك مع حشد قوات عسكرية من جيش نيجيريا على الحدود مع النيجر في مؤشر على قرب بداية الحرب، وهذه القوات هي جزء من الوحدات القتالية التي قررت قيادات عسكرية من دول مجموعة «إيكواس» حشدها لتنفيذ العملية العسكرية، طبقا لمعلومات خاصة حصلت عليها صحيفة «الخبر» الجزائرية.
حشد قوات على الحدود
ووفقًا للشواهد على الأرض، فإن الحرب المتوقعة في النيجر يجري في الوقت الحالي التحضير لها من قيادات جيوش نيجيريا والسنغال وكوت ديفوار وغانا، وأن مواقع على الحدود بين النيجر ونيجيريا يجري بالفعل حشد قوات فيها تحديدًا في مناطق بولاية سكتو بشمال نيجيريا غير بعيد عن الحدود مع النيجر..وتبعد عاصمة النيجر «نيامي» عن الحدود مع نيجيريا بأقل من 230 كلم.
جدية التهديد
التحركات العسكرية، تدل على جدية التهديد بالتدخل العسكري لمجموعة «إيكواس» لإعادة الرئيس السابق محمد بازوم إلى السلطة، وأن جيش نيجيريا سيكون العمود الفقري للعملية العسكرية المتوقعة، بمشاركة 5 آلاف عسكري، ما لا يقل عن 3000 منهم من نيجيريا والبقية من باقي دول «إيكواس»، وأغلب العسكريين المقرر مشاركتهم من القوات الخاصة في جيوش الدول من أجل فاعلية أكبر في مثل هذه العمليات.
والدول المتوقع أن تشارك في الحرب القادمة هي نيجيريا وكوت ديفوار والسنغال وغانا، وهي الدول التي تمتلك أقوى جيوش منطقة غرب إفريقيا والمجموعة الاقتصادية للمنطقة التي تحمل اسم «إيكواس».
والهدف من الحشود العسكرية، زيادة الضغط على الحكام الحاليين في نيامي من أجل التراجع أمام زيادة احتمالات الحرب.الرهان على تحقيق هدف سياسي
ويقول متخصصون في الشئون الإفريقية لصحيفة «الخبر» إن كل المؤشرات والتحركات العسكرية والدبلوماسية المعلنة وغير المعلنة الآن، التي تجري في الكواليس تراهن على تحقيق هدف سياسي دون قتال، مع التأكيد على أن الحرب ستقع في النهاية في حال رفض مطالب مجموعة «إيكواس».
قبول الأمر الواقع
وفقًا لمصادر الصحيفة الجزائرية، فإن الدول الغربية على رأسها فرنسا والولايات المتحدة قد تقبل في النهاية بالأمر الواقع في النيجر في حال ابتعاد السلطة القائمة حاليا في نيامي عن روسيا وتقديمها ضمانات للنفوذ الفرنسي والغربي في هذا البلد، ويظهر هذا من خلال عدم وجود أي تحرك في النيجر ضد القاعدة العسكرية الموجودة هناك وعدم المساس بالشركات الفرنسية.
ويرجح بعض الخبراء أن ينتهي النزاع بتسوية يتنازل بموجبها العسكريون في النيجر عن السلطة مقابل ضمانات معينة.. وهذا الاحتمال يتوافق مع رهان دول مجموعة «إيكواس» على حل ينهي الأزمة دون قتال، وقد يأتي بانشقاق عسكري في النيجر.