مضيق هرمز.. مفتاح للنفط

كتبت/مرثا عزيز
ارتفعت حرارة مياه «مضيق هرمز»، مع إرسالل الولايات المتحدة مزيدًا من الطائرات المقاتلة والسفن الحربية إلى الخليج العربي، بعد اتهام إيران بمحاولة اختطاف ناقلات. وتقول وزارة الخارجية الأميركية، إن هذا لا يعني الاستعداد للحرب مع إيران. ويقول خبراء أسواق النفط «إنها الحرب على النفط»، حيث يمثل مضيق هرمز «مفتاحًا للنفط»، ويعد أهم أحد الممرات المائية في العالم وأكثرها حركة للسفن، وتعبره من 20-30 ناقلة نفط يوميًّا بمعدّل ناقلة نفط كل 6 دقائق فى ساعات الذروة – محمّلة بنحو 40% من النفط المنقول بحراً على مستوى العالم.
وتتصاعد حدة التوتر في المنطقة بين إيران والولايات المتحدة، ومن ورائها القوى الغربية، في الوقت الذي تبرز فيه الأهمية الحقيقية لمضيق هرمز، الممر المائي الاستراتيجي الذي يعبر منه نحو خُمس كميات النفط المستهلَكة عالميًّا.
المضيق يربط بين أكبر مستودع في العالم وأكبر سوق للنفط
ومع اكتشاف النفط ازدادت أهمية المضيق الاقتصادية، نظرًا إلى الاحتياط النفطي الكبير بالمنطقة العربية واستيراد الخدمات والتكنولوجيا، بمعنى أن المضيق يربط بين أكبر مستودع فى العالم وأكبر سوق للنفط. وتصدر المملكة العربية السعودية نحو 88% من إنتاجها النفطى عبر المضيق، بينما يصدر العراق 98% من إنتاجها النفطى عبره، والإمارات 99%،
وهذه المؤشرات تؤكد بوضوح أن المضيق «مفتاح للنفط»، وأن الحشد العسكري الأميركي في المضيق يزيد حدة التوتر، وينعكس سلبًا على حركة مرور سفن النفط للأسواق العالمية.
مراقبة عسكرية أميركية لمضيق هرمزأعلنت وزارة الدفاع الأميركية أنها سترسل مقاتلات إضافية، طرازي «إف-35» و«إف-16» وبارجة حربية إلى الخليج العربي للدفاع عن المصالح الأميركية وحماية حرية الملاحة. وفي محاولة لمراقبة الممرات المائية الرئيسة في المنطقة، بعد تعرض سفن شحن تجارية للاحتجاز أو المضايقة من جانب إيران في الأشهر القليلة الماضية.
وقالت سابرينا سينج المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية للصحفيين: «يعزز البنتاغون وجودنا وقدرتنا على مراقبة (مضيق هرمز) والمياه المحيطة».
توتر سياسي بين واشنطن وطهران
الحشد العسكري الأميركي فوق مياه مضيق هرمز، يرجع بحسب البحرية الأميركية، إلى أن إيران احتجزت ما لا يقل عن خمس سفن تجارية، وضايقت أكثر من 20 سفينة أخرى خلال العامين الماضيين.
ويرى الخبير في مجلس الشؤون الدولية الروسي، نيكيتا سماغين، أن الوضع الحالي في مضيق هرمز يرجع إلى الصعوبات التي تواجهها حكومة الولايات المتحدة عند محاولتها تنفيذ إجراءات تقييدية في إطار العقوبات ضد إيران، وأن هذا هو السبب في أن الولايات المتحدة مجبرة على حشد قوتها في المنطقة، ما يؤدي في النهاية إلى زيادة التوتر في هذه المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية.
الصراع الأميركي ـ الإيراني للسيطرة على مضبق هرمز
الخبراء العسكريون في لندن يشيرون إلى الصراع بين إيران والولايات المتحدة للسيطرة على مضيق هرمز، بوصفه بوابة رئيسة لقطاع النفط العالمي. وقالت شركة فورتيكسا للتحليلات النفطية، إن نحو خُمس إنتاج العالم من النفط يمر عبر المضيق، أي نحو 17.4 مليون برميل يوميًّا.
كانت إيران قد هددت بتعطيل شحنات النفط عبر مضيق هرمز، إذا حاولت الولايات المتحدة خنق اقتصادها بوقف صادراتها من النفط، وفقًا للعقوبات التي فرضتها واشنطن على طهران.«فك الأسد»
مضيق هرمز يعرف باسم «فك الأسد»، لأهميته في رسم شبكة الطرق في القرن السادس عشر الميلادي (العاشر الهجري). فهو منفذ الخليج العربي إلى العالم الخارجي، وهو يتحكم في المدخلات والمخرجات بالمحيط الهندي وغرب آسيا ومنطقة الشرق الأدني القديم.
ويفصل مضيق هرمز المائي بين إيران وسلطنة عمان، ويربط الخليج بخليج عمان وبحر العرب. ويبلغ عرض المضيق 33 كيلومترًا عند أضيق جزء منه، لكن الممر الملاحي لا يتجاوز عرضه ثلاثة كيلومترات في كلا الاتجاهين.