أزمة تصدير الحبوب الأوكرانية على وقع المعارك.. تهدئة أم تصعيد؟

كتبت/مرثا عزيز
قال سيرجي فيرشينين، نائب وزير الخارجية الروسي، اليوم الجمعة، إن من المحتمل إبرام اتفاق جديد لتصدير الحبوب بين روسيا وتركيا، إذا لُبيت مطالب روسيا.
وأشار المسؤول الروسي البارز، إلى أن بلاده تعمل على فتح طرق جديدة لتصدير الحبوب بعد انسحاب موسكو من اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، في وقت سابق هذا الأسبوع.
وأعرب عن استعداد موسكو لمناقشة خيارات أخرى بخصوص صادرات الحبوب، مضيفًا أنه لا توجد محادثات تجرى حاليا للتوصل إلى بدائل لاتفاق تصدير الحبوب.
وكان الهدف من الاتفاق، الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا، هو الحيلولة دون وقوع أزمة غذاء عالمية من خلال السماح بعمليات تصدير الحبوب بأمان من موانئ البحر الأسود بعد تعطلها بسبب الحرب.
وقصفت روسيا، اليوم الجمعة، منشآت لتصدير المواد الغذائية الأوكرانية لليوم الرابع على التوالي وأجرت تدريبات على احتجاز سفن في البحر الأسود في تصعيد لما يصفه قادة دول غربية بأنه محاولة للالتفاف على العقوبات بالتهديد بأزمة غذاء عالمية.
وقال أوليه كيبر، حاكم منطقة أوديسا عبر تليغرام: «للأسف، قُصفت صوامع حبوب تابعة لمؤسسة زراعية في منطقة أوديسا».
في قلب المعارك
تصف موسكو الهجمات بأنها للرد على قصف أوكرانيا لجسر شيدته روسيا لربطها بشبه جزيرة القرم الأوكرانية، التي ضمتها بشكل غير قانوني في 2014.
وقالت روسيا، إنها ستعتبر أن كل السفن المتجهة إلى المياه الأوكرانية ربما تحمل أسلحة اعتبارًا من يوم الخميس، فيما وصفته واشنطن بأنه إشارة إلى أن روسيا قد تهاجم سفن شحن مدنية. وردت كييف لاحقا بإصدار تحذير مماثل بشأن السفن المتجهة إلى روسيا.
وصرحت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الجمعة، أن أسطولها في البحر الأسود يتدرب على إطلاق صواريخ على «أهداف عائمة» واحتجاز سفن. ونفى سفير روسيا لدى الولايات المتحدة وجود أي خطة لمهاجمة سفن.واتهم نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي فيرشينين أوكرانيا، اليوم الجمعة، باستخدام ممر تصدير الحبوب عبر البحر الأسود لشن «هجمات إرهابية» على المصالح الروسية.
وأدت الهجمات على البنية التحتية لتصدير الحبوب والتهديد الحقيقي للشحن البحري، إلى ارتفاع أسعار العقود الآجلة للقمح في بورصة شيكاغو، اليوم الجمعة، لتسجل أكبر مكاسب أسبوعية لها منذ الغزو الروسي في فبراير/شباط 2022 في ظل قلق التجار بشأن الإمدادات.
وقال فيرشينين، إن بلاده تريد أن تكون قادرة على تفتيش السفن المتجهة إلى الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود، إذا لزم الأمر، بعد انسحابها من اتفاق تصدير الحبوب.
وقال فيرشينين: «علينا أن نتأكد من أن السفينة لا تحمل شيئا سيئا، وهذا يعني (تقديم) طلب، والتفتيش إذا لزم الأمر، للتأكد من أنها كذلك.. أعتقد أن هذا منطقي تماما، وخصوصا بعد الهجمات الإرهابية التي وقعت».
وأضاف: «لم يعد الممر الإنساني البحري موجودا، والآن ربما توجد مناطق ذات خطر عسكري متزايد».
مناقشة أممية
من المقرر أن يجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، في وقت لاحق لمناقشة «التبعات الإنسانية»، لانسحاب روسيا من اتفاق الممر الآمن، الذي تقول منظمات الإغاثة إنه ضروري للقضاء على الجوع المتزايد في عدد من الدول الفقيرة.
وعبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن أمله في أن تؤدي محادثات مزمعة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى إعادة العمل بالمبادرة. وتوسطت تركيا في الاتفاق مع الأمم المتحدة.
وقال أردوغانللصحفيين خلال عودته من جولة في دول خليجية وشمال قبرص، إن وقف العمل بالاتفاق قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية عالميا وندرتها في بعض المناطق، وربما موجات جديدة من الهجرة.
وأضاف أنه يتعين على الغرب الاستماع إلى بعض مطالب روسيا. وقال: «ندرك أن الرئيس (فلاديمير) بوتين يتوقع أيضا أشياء معينة من الدول الغربية، ومن الضروري بالنسبة لهذه الدول اتخاذ إجراءات في هذا الصدد».
وتقول روسيا، إنها لن تعود لاتفاق الحبوب، الذي ظل معمولا به لمدة عام، بدون وضع بنود أفضل تتعلق بمبيعاتها من المواد الغذائية والأسمدة.
ويتهم زعماء غربيون، روسيا، بالسعي لتخفيف العقوبات المفروضة عليها بسبب غزوها لأوكرانيا. وتستثني العقوبات بالفعل صادرات المواد الغذائية الروسية. وتتحرك الحبوب الروسية بحرية عبر البحر الأسود للأسواق طوال فترة الصراع، ويقول تجار إن هناك تدفقات روسية من القمح بالسوق.