بسبب الحرب في أوكرانيا.. المجر غير مؤهلة لرئاسة الاتحاد الأوروبي

متابعه/مرثا عزيز
في سابقة مثيرة للجدل السياسي، يصوت البرلمان الأوروبي ـ غدا الخميس ـ على مشروع قرار غير ملزم يحض عواصم الاتحاد على اعتبار المجر غير مؤهلة لتولي رئاسة الاتحاد في النصف الثاني من 2024.
وبات واضحا بحسب الدوائر السياسية في بودابست، أن العلاقات القوية بين المجر وروسيا، تثير قلقاً داخل دوائر الاتحاد الأوروبي.
المجر تغرد خارج السرب
وترى دول الاتحاد الأوروبي، أن المجر تغرد خارج السرب، وتتناقض مواقفها مع بقية الدول الأوروبية تجاه قضايا وأزمات محورية : الحرب في أوكرانيا.. والتصدي لطموحات ومطامع روسيا. ووحدة الموقف الغربي تجاه فرض العقوبات على روسيا. وتعرقل بعض النقاشات في الاتحاد الأوروبي، من بينها فرض عقوبات على روسيا، سعيا لمكاسب وطنية.
فترة رئاسة المجر للاتحاد.. بالغة الأهمية
ويرى الباحث البريطاني ادوارد نيرسبي، أن دول الاتحاد الأوروبي، تعاقب المجر على مواقفها «شبه المتعاطفة» مع روسيا، وعدم إدانتها بصراحة وقوة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.. ولذلك تبرر الدول الغربية الدفع بمقولة «المجر غير مؤهلة لتولي رئاسة الاتحاد الأوروبي»، باعتبارها تراجعت عن معايير ديمقراطية، خاصة وأن فترة رئاستها للاتحاد في النصف الثاني من العام المقبل، هي فترة بالغة الأهمية حيث تعقب الانتخابات الأوروبية التي ستقرر المجلس التشريعي القادم للتكتل وسلطته التنفيذية، أي المفوضية الأوروبية.
اختلال المعايير الديمقراطية في المجر
الدول الغربية، تشير باستحياء إلى الدوافع الحقيقية (الموقف من الحرب في أوكرانيا)، وتركز على سبب «التراجع الديمقراطي في المجر»، وقد سلط مفوض العدل في الاتحاد الأوروبي، ديدييه ريندرز، الضوء على هواجس عميقة لدى الاتحاد بشأن المعايير الديمقراطية في المجر وبولندا.
وتواجه الدولتان منذ سنوات إجراءات قد تؤدي بنهاية المطاف إلى تجريدهما من حق التصويت في هيئات الاتحاد. وتُتهم الدولتان بمحاولة الحد من قدرة قضاة مستقلين.. وقال ريندرز إن قضايا الفساد والحرية الأكاديمية في المجر تثير القلق.عدم ارتياح أوروبي لرئاسة المجر
التوجه الأوروبي لمعاقبة المجر، كان واضحا في تصريحات عدد من المسؤولين الأوروبيين، وسبق أن قال وزير الخارجية الهولندي، فوبكه هوكسترا، بشأن الرئاسة المجرية المرتقبة للاتحاد الأوروبي «لدينا جميعا شعور بعدم الارتياح»..ومن جانبها قالت مساعدة وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك: «لدي شكوك بشأن قدرة المجر على أداء رئاستها (للاتحاد) بالشكل الصحيح»..وأوضحت المسؤولة الألمانية رؤيتها :
أن المجر حاليا معزولة في الاتحاد الأوروبي بسبب مشكلات كبيرة جداً تتعلق بسيادة القانون.
وثانيا لوجود شكوك بشأن دعم المجر لأوكرانيا في الحرب العدائية القاسية التي تشنها روسيا.
المجر لن تتنازل عن دورها في رئاسة الاتحاد الأوروبي
بينما يرى مسؤولو الاتحاد الأوروبي وبودابست، أن قانون معاهدة الاتحاد الأوروبي ينص على أن الرئاسة، وهي منصب مهمته الإشراف على جدول أعمال الاتحاد الأوروبي لفترة من ستة أشهر، تنتقل دورياً بين جميع أعضاء الاتحاد البالغ عددهم 27 دولة، ولا شيء تقريباً يمكنه تغيير ذلك الواقع، بحسب شبكة دويتشه فيله الألمانية، وفي هذا السياق قالت وزيرة العدل المجرية، يوديت فارغا، «لا نقاش حول المسألة. تتولى المجر الرئاسة كوسيط نزيه»
وتؤكد وزيرة العدل المجرية، أن النقاش في البرلمان الأوروبي «عديم القيمة»، يقوده نواب يساريون «مستاؤون»، وأضافت: إن المجر لديها «موقف مؤيد للسلام» بشأن الحرب في أوكرانيا، لا يعجب الغالبية اليسارية في البرلمان الأوروبي.