الشرق الأوسط على طريق التغيير.. احتواء الأزمات وتصحيح مسار العلاقات

متابعه/مرثا عزيز
تشهد منطقة الشرق الأوسط، تحولات مهمة في التوجهات والسياسات والمواقف والقرارات وفي مجال إعادة ترتيب الأولويات والمصالح والأهداف..وفتح قنوات الاتصال والتشاور والحوار، وبهذه الوتيرة المتسارعة وغير المسبوقة، مما بنبىء بإعادة تشكيل واقع إقليمي مختلف، ويرى محللون وخبراء في الشئون السياسية، أن هذه التطورات المتلاحقة سوف تساعد في إخراج دول المنطقة من عباءة الكبار ممن كانوا يجدون مصالحهم في الإبقاء عليها في حالة مستمرة من التشرذم والخلافات.
ويرى خبير الشئون السياسية والاستراتيجية، راغب مصطفى، عضو المجلس المصري للشئؤون الخارجية، أن هناك تحولات على مسار
العلاقات العربية
ـ العربية، والتي تنعكس ايجابيا على خريطة العلاقات والتوازنات داخل منطقة الشرق الأوسط ـ والعالم العربي في قلب المنطقة ـ وفي ظل مناخ عام يتجه لتنقية الأجواء غي المنطقة
وأضاف : نحن أمام مسار جديد لحل الأزمة اليمنية، مع نجاح المشاورات والمفاوضات السعودية مع الحوثيين، ومؤشراتها نجاح مبادرة تبادل الأسرى بين الأطراف اليمنية، واستمرار هدنة وقف اطلاق النيران، والتوافق على شروط سوف تمهد الأجواء للحل السياسي للأزمة في اليمن..
وتابع في تصريحاته :
والتطورات الايجابية في المنطقة تواصلت على مسار العلاقات السعودية ـ السورية، وبالأمس استقبل الرئيس السوري بشار الأسد، الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي في قصر الشعب، حيث يقوم بأول زيارة لدمشق منذ أكثر من 12 عاما،، حيث كان التعاون الثنائي بين سوريا والمملكة العربية السعودية حاضراً في المحادثات بما يصب في مصلحة البلدين.. وكان اللافت تصريح وزير الخارجية السعودي، بأن المرحلة القادمة تقتضي أن تعود العلاقة بين سوريا وأخواتها من الدول العربية إلى حالتها السليمة، وأن يعود دور سوريا عربياً وإقليمياً أفضل مما كان عليه,مرحلة جديدة من التنسيق والتعاون المشترك
وفي هذا الإطار..أصبحت العلاقات المصرية –
التركية على أبواب مرحلة جديدة من التفاهم والتشاور والتنسيق والتعاون المشترك، والتي سوف تتنامى وتتسع آفاقها مع التطبيع الكامل للعلاقات وبلقاءات القمة المرتقبة بين الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والتركي رجب طيب أردوغان في القاهرة وأنقرة، بحسب تحليل أستاذ العلوم السياسية، إسماعيل صبري مقلد، مشيرا إلى الزيارة الناجحة لوزير خارجية مصر سامح شكري إلى تركيا والأجواء الودية التي رافقتها، والتي تعد بادرة مهمة أخرى على طريق تنقية الأجواء في المنطقة من التوترات التي شابتها في الفترة الماضية.
موضحا أن التعاون بين قوتين اقليميتين كبيرتين (مصر وتركيا)، والتنسيق بينهما على المستوى الاقليمي العام سوف يعني الكثير، وسوف يكون المفتاح لحل العديد من الأزمات والصراعات العربية، وهو ما تطرق إليه وزيرا خارجية مصر وتركيا في مؤتمرهما الصحفي المشترك وكان بندا رئيسيا على جدول اجتماعهما في أنقرة.
الشرق الأوسط يتغير.. وأنماط جديدة من العلاقات بدأت تتشكل
الشرق الأوسط يتغير، وأنماط جديدة من العلاقات المتبادلة بين دوله بدأت تتشكل وتتبلور، ويرى السفير دكتور نعمان جلال، مساعد وزير الخارجية المصري للتخطيط السياسي سابقا، أن هناك تحولات كبرى على مساؤر العلاقات في منطثة الشرق الوسط، وكل مسار ينعكس ايجابا على المسارات الأخرى، كما في حالة التقارب بين مصر وتركيا، وتأثير ذلك بالفعل على مسار الأحداث في سوريا وليبيا، والتوجه لوضع حدا لتلك الأزمات التي استهلكت نحو 13 عاما وأثرت على العلاقات العربية العربيةوأضاف السفير نعمان للعد: من المرجح أن هذه السلسلة المتلاحقة من التقاربات السياسية على الصعيدين العربي والإقليمي، سوف تشكل واقعا جديدا في منطقة الشرق الأوسط، وفي مواجهة متغيرات دولية سوف تنعكس على معادلات التوزانات الدولية، خاصة وأن الشرق الأوسط محور رئيس في حركة العلاقات الدولية.
مغتاح حل الأزمات في سوريا وليبيا
ومن جانبه يرى أستاذ العلوم السياسية، دكتور إسماعيل صبري مقلد، ان التوجهات الجديدة لتنقية الأجواء وتطبيع العلاقات، خاصة بين مصر وتركيا، سوف يكون لها مردود اقتصادي وأمني وسياسي واضح خلال الفترة المقبلة، وسوف تكون المفتاح لحل العديد من الأزمات والصراعات العربية ( في سوريا وليبيا تحديدا ) وهو ما تطرق إليه وزيرا خارجية مصر وتركيا في مؤتمرهما الصحفي المشترك وكان بندا رئيسيا على جدول اجتماعهما (13 إبريل/ نيسان الجاري).
وهو ما تأكد على لسان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، بأن « مصر وتركيا معنيون بالسلام في سوريا، وأنه تم التحدث عن ليبيا، ورأينا أنه لا توجد ملفات خلافية كبيرة فيما بيننا بخصوص الملف الليبي، ونحن معنيون بإجراء الانتخابات، واتفقنا على العمل مع مصر بشأن حلّ الأزمة في ليبيا»
وفي نفس السياق، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري: «بخصوص ليبيا لدينا رغبة مشتركة في تحقيق المؤسسات الليبية مسؤولياتها وصولاً لانتخابات تحقق طموحات الشعب الليبي وبنفس الوقت تحفظ وحدة البللاد.. وبحثنا الملف السوري، وأكدنا على ضرورة احترام وحدة وسيادة الأراضي السورية، ورفض وجود القوات الأجنبية على أراضيها، وضرورة عودة اللاجئين السوريين لبلادهم، من أجل إعطاء الدولة السورية القدرة على السيطرة على كل الأراضي السورية ، وتخدم كل الشعب السوري».تنشيط حركة التجارة بين مصر وتركيا ودعم العملة المحلية
بات واضحا أن القاهرة وتركيا حريصتان على تسريع وتيرة التقارب بينهما، وتطبيع العلاقات مرة اخرى، ورفع مستوى التمثيل إلى سفراء، والتحضير للقاء القمة بين الرئيسين؛ وهو ما يعكس مدى التفاهم بين البلدين خلال الآونة الأخيرة في الملفات الخلافية، بحسب الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بشير عبد الفتاح، مؤكدا أن الدولتين تعانيان من أزمات الاقتصادية تحديدا التضخم وشح العملة الأجنبية، وهذا التقارب سيساعد على تنشيط حركة التجارة بينهما لان كل دولة مهمة للأخرى