المتهم بقتل زوجته حاول إنهاء حياة ابنهما «الرضيع» وزوجته السابقة هربت بابن له (تفاصيل جريمة أكتوبر )

كتب عمرو السعيد 

منذ الثلاثين من مارس الماضي، وتسيطر جريمة منطقة أبناء الجيزة بمدينة السادس من أكتوبر على اهتمام الرأي العام الذي تابع فيديو مدته لا تتجاوز الدقيقة الواحدة للزوج الذي استل سكينًا وانهال به طعنًا على زوجته أثناء شرائها خضراوات من السوق، ومحاولًا إنهاء حياة ابنهما الرضيع، وتعدى على ابنة زوجته التي نجت من موت محقق، وكادت كارثة أخرى تحل بعد وفاة الزوجة إذ حضر أخيها أمام مستشفى أكتوبر وطعن المتهم بصدره فأصيب بجروح على إثرها يتلقى العلاج

المتهم «هشام» عاطل دون عمل، ويبلغ من العمر 42 عامًا، تزوج من المجني عليها تُدعى «دعاء»، 40 عامًا، قبل نحو عامين، وأنجبا طفلًا عمره 3 أشهر واسمه «عبدالله»، ودبت الخلافات بينهما قبل نحو 4 أشهر إذ انفصلا بالطلاق.

وسبق وتزوج «هشام»، من سيدة أخرى وأنجب منها طفلًا عمره الآن 12 عامًا، وعقب طلاقهما رفضت أن يرى ابنه وغادرت مسكنها دون أن يعرف لها أحدًا مكان، ما أصابه بعقده لم يستطع نسيانها بسهولة طيلة السنين الماضية.

و«هشام»، رجل ملتح، رغم تدينه الظاهر عليه، إلا أن الجيران بمنطقة «أبناء الجيزة» كانوا يشكون سلوكه، وقالوا إن قبل طلاقه من «دعاء» كانا يقيمان بشقة سكنية معًا، بينما استأجرت لأولاده الثلاث من زوجها السابق شقة وحدهم بذات العقار، وكانوا يشهدون دائمًا تعدي الرجل على السيدة الأربعينية

وقبل 4 أشهر بالتمام، حدث الطلاق بين «هشام»، وزوجته «دعاء» والتي استأجرت شقة جديدة برفقة أولادها، وقاطني العقار كانوا يتصدون لحضوره للبيت إلا بإذنهم وبالكاد كانوا يسمحون له برؤية ابنهما «عبدالله»، وكانت تعيش مع أطفالها بـ2000 جنيه يدفعهم طليقها الأول لأولاده كنفقة شهرية، ولا تعمل
يقول الأهالي وشهود العيان إن الطلاق حدث نتيجة تعدي الزوج على مراته بشكل دائم بسبب ودون سبب، ولما طلبت فتوى من المشايخ وقالوا لها إن طلاقها وقع 3 مرات دون رجعة ولا تحل له أصبحت تتصدى لأى محاولة له ليعود إليها.

وقبيل ارتكابه للجريمة يوم الخميس الماضي، حضر إلى مسكنها وأحد الجيران تشاجره معه وطالبه بالابتعاد عنها، وهي بدلًا من المكوث بمنزلها توجهت إلى السوق لشراء احتياجاتها المنزلية لإعداد وجبة الإفطار يوم الثامن من شهر رمضان الكريم، وكان برفقتها ابنها الرضيع «عبدالله» تحمله على ذراعيها وابنتها الكبرى «شروق»، 12 عامًا
الباعة في السوق، يقولون إن «هشام» طلب من طليقته التحدث إليها فردت عليه بحدةِ: «مفيش كلام كل شيء انتهى»، ودون سابق إنذار أخرج من بين طيات ملابسه سكين حاد، بينما تهم لشراء «كرنبة» من سيدة عجوز، لينهال عليها ضربًا بطعنات قاسيات بأنحاء متفرقة من جسدها وخلع لها النقاب الذي كان ترتديه، وكل ما تقوم من مكان وتهم للجرى يلاحقها بطنعات جديدة، وكاد أن يمسك طفلهما «عبدالله» فألقت به في يد ابنتها «شروق»، فجرى وراءها المتهم فألقت به بيد إحدى السيدات يعاجلها بضربتين في الرجل واليد

كان عدد من الأهالي يقفون على الأرض لا يستطيعون التصدي للمتهم إلا سيدة أمسكت بسلاح أبيض وضربته، لكنه قاومها فواصلت ضربه بيدها حتى تجمع عدد من الشباب الذين أبرحوه ضربًا لحين حضور الشرطة، بالوقت ذاته كانت الزوجة قد لفظت أنفاسها الأخيرة فغطوها بملاءة لتحضر سيارة إسعاف لتحملها للمستشفى برفقة ابنتها «شروق»، والمتهم أيضًا للتعدي عليه من قبل المارة.

من محافظة الفيوم، حضر شقيق الزوجة الضحية إلى المستشفى فوجد أمامه زوج أخته فاستل سكينًا وطعنه في ظهره فاستدعت إصابته الاحتجاز تحت الملاحظة الطبية، وألقي القبض على شقيق الضحية.
وأصدر النائب العام، ليل أمس، بيانًا صحفيًا بشأن الواقعة، وأفاد بالتحفظ على المتهم بقتلِ طليقتِه بأكتوبرَ لحينِ إمكانية استجوابِه، حيثُ كانتِ النيابة العامة قد تلقَّتْ إخطارًا يومَ الخميسِ 30 مارسَ الماضِي مفادُهُ قتْلُ شخصٍ لطليقتِهِ طعنًا بسلاحٍ أبيضَ بالشارعِ بمنطقَةِ أبناءِ الجيزَةِ بأكتوبرَ، فباشرتِ التحقيقاتِ على الفورِ.

واستهلتِ النيابة العامة تحقيقاتِها بالانتقالِ لمناظرَةِ جثمانِ المجنيِّ عليْهَا، ومعاينةِ مسرحِ الجريمةِ، وانتدبتِ الإدارةَ العامةَ لتحقيقِ الأدلةِ الجنائيةِ لإجراءِ المعاينةِ اللازمةِ ورفعِ كافةِ الآثارِ بموقعِ الحادثِ، كما ندبتْ مصلحةَ الطبِّ الشرعيِّ لتشريحِ جثمانِ المجنيِّ عليْهَا لبيانِ إصاباتِها وتحديدِ سببِ الوفاةِ، كما طالعتْ تسجيلاتِ كاميراتِ المراقبةِ المحيطةِ بمسرحِ الواقعةِ، والتي وثَّقتْ لحظاتِ ملاحقةِ المتهمِ للمجنيِّ عليهَا، وارتكابِهِ لجريمتِهِ، ومحاولاتِ الأهالي الذَّوْدَ عنها دونَ جدوَى.

النيابة العامة تستمع لأقوال ابنة الضحية

واستمعتِ النيابة العامة لأقوالِ ابنةِ المجنيِّ عليها وثلاثةٍ مِنَ المتواجدينَ بمسرحِ الحادثِ وقتَ ارتكابِهِ، والذين شهِدُوا بأنَّ المجنيَّ عليْهَا طليقةُ المتهمِ، وأنَّهُ كانَ دائمَ التعدِّي عليْهَا قبْلَ انفصالِهِما، وأنَّهُ قُبَيلَ الحادثِ كانَ يَتعقبُهَا وطفلتَها، فاستوقَفَهَا وطلبَ منْهَا مُرافقتَهُ فرفضَتْ، فبادرَهَا بالتعدِّي عليْهَا وعلى ابنتِهَا بيدِهِ وقَدمِهِ ولم تتمكنْ مِن رَدعِهِ، ولم يتمكنِ الأهالي مِن منعِهِ، فأخرجَ المتهمُ سكينًا ونحرَ عُنقَ طليقتِهِ وطعنَهَا عدةَ طعناتٍ بأنحاءٍ متفرقةٍ من جسدِهَا حتى فارقَتِ الحياةَ، فلحِقَ بهِ الأهالي وألقَوْا القبضَ عليْهِ وتعدَّوْا عليهِ ضربًا، وتمَّ نقلُهُ للمستشفَى لتلقِّي العلاجِ اللازمِ، وقد تمَّ ضبطُ سلاحِ الجريمةِ بحوزتِهِ
ووردَ لـ النيابة العامة إخطار بأنَّ شقيقَ المجنيِّ عليها قد تعدَّى على المتهمِ بسكينٍ بالمستشفَى بعدَ نقلِهِ لإسعافِهِ، فتمَّ ضبطُهُ وضبطُ السكينِ المستخدمِ، وباستجوابِهِ أقرَّ بأنَّهُ تعدَّى على المتهمِ انتقامًا منهُ لما فعَلَ بشقيقتِهِ، فأمرتِ النيابةُ العامةُ بحبسِه احتياطيًّا على ذمةِ التحقيقاتِ.
وأمرَتْ بتعيينِ الحراسةِ اللازمةِ على المتهمِ بالمستشفَى، وعَرْضِهِ على النيابةِ العامةِ فوْرَ استقرارِ حالتِهِ وإمكانية استجوابِهِ