صلاح وهاجام وثمرة الموز.. أزمة «الصيام» في الملاعب الأوروبية

متابعه/مرثا عزيز
شهدت الملاعب الأوروبية، خلال الأيام القليلة الماضية، أزمة بسبب صيام اللاعبين المسلمين.

ففي الوقت الذي امتثل فيه بعض اللاعبين لقرارات مدربيهم بالإفطار في نهار رمضان، حينما يقتضي الأمر ذلك، وخصوصا أثناء اللعب، امتنع آخرون عن الإفطار، ما تسبب في إشعال أزمة، واستُبعد بعضهم من القائمة التي يتم الاستقرار عليها لخوض المباراة.

محمد صلاح يرفض الإفطار

في الدوري الإنجليزي، رفض النجم المصري محمد صلاح تناول المياه بعد استبداله في مباراة الريدز أمام مانشيستر سيتي، التي أقيمت يوم السبت الماضي، ضمن منافسات الجولة 29 من مسابقة الدوري الإنجليزي الممتاز (البريميرليج).

المباراة التي انتهت بفوز السيتي بنتيجة 4 – 1، خاضها محمد صلاح، صاحب الهدف الوحيد لليفربول، وهو صائم، وقد تأكد ذلك حينما امتنع عن تناول المياه بعد استبداله.

فبينما توجه أحد أعضاء الجهاز الفني إلى صلاح ومنحه زجاجة مياه عقب استبداله، على غرار ما حدث مع الثلاثي المستبدل: أندري روبرتسون، وهارفي إليوت، وديوجو جوتا، استلم الفرعون المصري الزجاجة، لكنه رفض الشرب منها، ووضعها أرضا بجانبه، متمسكا بأداء فريضة الصيام.

وفيما لا يزال أمام محمد صلاح 3 مباريات يخوضها خلال شهر رمضان، أشارت تقارير إلى أنه لن يتم استبعاده، إذ سيخوض مباراة واحدة وهو صائم، حين يلتقي فريقه بأرسنال، يوم الأحد 9 أبريل الحالي بينما يخوض مباراتين بعد الإفطار، حين يلتقي ليفربول نظيره تشيلسي، غدا الثلاثاء، وليدز يوم الإثنين 17 أبريل الحالياستبعاد الجزائري جوين هاجام

وفي الدوري الفرنسي، استبعد المدير الفني لنادي نانت، أنطوان كومباريه، اللاعب الجزائري الشاب، جوين هاجام، من مباراة الفريق أمام ريمس التي أقيمت، أمس الأحد، على ملعب لو بوغوار ضمن الجولة 29 من الدوري المحلي (ليغ 1)، والتي انتها بفوز ريمس بنتيجة 3 – صفر.

وذكرت لشبكة «France Ouest» الفرنسية أن اللاعب الجزائري رفض الامتثال لأمر مدربه بالإفطار، مما دعا كومباريه إلى استبعاده.

لكن هاجام أبدى بعض المرونة في الأمر، حين وافق على الإفطار فقط في المباريات التي تلعب خارج ملعب فريقه، دون المباريات التي ستقام على أرضه، مثل مباراة ريمس التي استُبعد خلالها من قائمة الفريق.

وتعقيبا على صيام اللاعبين المسلمين، قال مدرب نانت، أنطوان كومباريه، في تصريحات صحفية أدلي بها عقد انتها مباراة ريمس: «أنا المدرب، وأنا من وضع القواعد»، مضيفا: «أؤيد الصائمين وأساعدهم، عندما يكون هناك غداء فإنهم يستريحون، عندما تكون هناك جلسات تدريب مزدوجة لا يتدربون، كما أنني أطلب ألا يتدربوا أيام المباراة، أريد أن أمنعهم من الإصابة».

وأضاف: «أدرب لمدة 20 عاما، وهذه هي المرة الأولى التي يرفض فيها لاعب الإفطار في يوم المباراة، هو اختياره وأنا أحترمه، لكنني أضع قاعدة مفروضة على الجميع».

وتابع: «لدينا موسى سيسوكو وكاستيليتو ومصطفى محمد وموتوسامي وتشارلز تراوري الذين يصومون رمضان أيضا، خلال الأسبوع يصومون، وفي أيام المباريات أريدهم أن يكونوا جاهزين بنسبة 100% وقبل كل شيء لتجنب الإصابة».

وواصل مدرب نانت: «أنا أحترم صيامه (جوين هاجام)، لكن يجب أن يحترم القاعدة التي وضعتها، فهي سارية على الجميع، هناك 6 من اللاعبين يصومون رمضان أيام التدريبات، وخوان فقط لا يفطر في أيام المباريات، لا توجد مشكلة ولا عقوبة، ببساطة، عندما لا تأكل، لم تعد في المجموعة، ولن يتم اختيارك».

توجيهات من الاتحاد الفرنسي

في السياق ذاته، أشارت تقارير صحفية إلى أن الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، كان قد أرسل بريدا إلكترونيا لجميع حكام الدوريات المحلية، للتذكير بضرورة احترام لوائحه، وعدم إيقاف المباريات بسبب الإفطار في شهر رمضان.لاعب يدعي الإصابة ويمنح منافسه فرصة الإفطار

أما في الدوري الإيطالي، فقد منح لاعب نادي فيورنتينا، لوكا رانييري، زميله المغربي، سفيان أمرابط، فرصة كسر صيامه، خلال مباراة الفريق ضد مضيفه إنتر ميلان في الجولة الـ28 من الدوري الإيطالي لكرة القدم، يوم السبت الماضي، والتي انتهت بفوز فيورنتينا على الإنتر بهدف مقابل لا شيء.

فبطريقة ذكية، وخلال الوقت بدل الضائع، أي قبل نحو 4 دقائق من انتهاء المباراة التي تزامنت مع أذان المغرب، وقع رانييري على الأرض من دون أن يلمسه أحد من الفريق الخصم، وبدأ في التلويح للطاقم الطبي طلبا لتلقي العلاج، وفي تلك الأثناء توجه المغربي أمرابط إلى الخط لـ«كسر صيامه»، إذ تناول الماء، كما تناول ثمرة موز بسرعة.

حدث ذلك، في وقت لا تسمح فيه اللوائح الإيطالية بإيقاف المباريات للسماح للاعبين المسلمين الصائمين بالإفطار.