تطبيع العلاقات بين السعودية وإيران.. محطّة مفصليّة في مسار أحداث المنطقة

متابعه/مرثا عزيز
تابعت الدوائر السياسية العالمية «حدثا دوليا إقليميا»، بإعلان المملكة العربية السعودية وإيران، أمس، استئناف علاقاتهما الدبلوماسية التي كانت مقطوعة منذ عام 2016، إثر مفاوضات استضافتها الصين، في خطوة قد تنطوي عليها تغيرات إقليمية دبلوماسية كبرى وسط اهتمام وترحيب دوليين، وترحيب أمريكي حذر.
ويترقب العالم التأثيرات المحتملة للتوافق السعودي الإيراني، على مجمل القضايا والأزمات في منطقة الشرق الأوسط:
أحداث اليمن التي تهدد كيان دولة عربية بعد أن دمرت المواجهات مع الحوثيين البنية التحتية وهيكلة مؤسسات الدولة. ومن المرتقب أن تتوافق إيران والسعودية على حل وسط لإنهاء أزمة اليمن، وبالتالي وقف تسليح ميليشيا الحوثيين، وبدء مشروعات إعادة التعمير، لتنتهي «دراما الحرب» التي عجزت أمامها وساطات ومحاولات إقليمية ودولية، وكانت تهدد دول الجوار، والسعودية في المقدمة.
النفط والعقوبات.. ومن المرجح تأثير عودة العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض، على أسواق النفط وحركة الإنتاج والتسعير. والتأثير المرتقب الآخر على «مفاوضات النووي» بين إيران والغرب، حيث من المفروض أن عنصر التهديد الإيراني لدول الخليج لم يعد قائما؛ فتطبيع العلاقات لا يقتصر على العلاقات الدبلوماسية فقط، ولكن يشمل العلاقات التجارية والاقتصادية والأمنية، وهي علاقات تحتك بمسار العقوبات الأمريكية الغربية ضد إيران. ومن هنا جاء «الترحيب الأمريكي الحذر» للتوافق السعودي الإيراني على تطبيع العلاقات. المذكور بين المملكة وإيران، أنه حصل برعاية الصين وهي المرة الأولى، التي يحصل فيها مثل هذا الحدث بالمنطقة، ما يؤشر إلى تبدلات في الموازين السياسية والتحالفات والنفوذ، وهذا يعني صعوبة التملص منه إيرانيا، أو الالتفاف عليه لإفشاله وإسقاطه، أسوة بالعديد من التفاهمات والاتفاقات التي انقلبت عليها طهران طوال العقود الماضية.في إسرائيل، لم يصدر بعد أي تعليق رسمي من الحكومة بينما استنكر رئيس وزراء إسرائيل السابق نفتالي بينيت استئناف العلاقات بين السعودية وإيران، وقال بينيت إنه تطور خطير لإسرائيل وانتصار سياسي لإيران وفشل لحكومة نتنياهو.
وبينما يرى نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أن عودة العلاقات الإيرانية السعودية منعطف مهم لاستقرار المنطقة وأمنها وتقدمها، وهي فاتحة خبرات لشعبيهما ولشعوب المنطقة، وهي ضربة موجعة للمشروع الأمريكي الإسرائيلي وتزيده ترنحا.
نصر للسلام
وقد وقع الاتفاق كل من علي شمخاني الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، ومساعد بن محمد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء ومستشار الأمن الوطني السعودي بحضور وانغ يي عضو المكتب السياسي للجنة المركزية ومدير المكتب للجنة الشؤون الخارجية التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني.
ومنذ شهر أبريل/ نيسان 2021، استضاف العراق سلسلة اجتماعات بين مسؤولين أمنيين من البلدين الخصمين لتقريب وجهات النظر.
وكتب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان في تغريدة إنّ عودة «العلاقات الطبيعية بين إيران والسعودية توفّر زخما كبيرا للبلدين والمنطقة والعالم الإسلامي»
وأكد كبير الدبلوماسيين الصينيين، وانغ بي، أن حوار السعودية وإيران في بكين نصر للسلام.