مرفوضة في الغرب ويرحب بها المعسكر الشرقي.. رؤية صينية لحل الأزمة الأوكرانية

كتبت/مرثا عزيز
نشرت وزارة الخارجية الصينية ورقة تناولت رؤيتها لحل الأزمة الأوكرانية، تزامنا مع مرور عام على اندلاع الحرب في أوكرانيا.
اشتملت الورقة الصينية على 12 نقطة، صيغت من 892 كلمة، مع عدم ذكر مصطلح الحرب على الإطلاق، حيث دعت الورقة الصينية إلى ضمان سيادة الدول واستقلالها وسلامة أراضيها وتطبيق القانون الدولي بشكل متساوٍ وموحد.
كما طالبت الورقة بضرورة نبذ عقلية الحرب الباردة مع الاهتمام بالمخاوف الأمنية للدول، مؤكدة أنه لا يجوز ضمان أمن المنطقة من خلال تقوية كتل عسكرية وتوسيعها، مع الدفع ببناء إطار أمني متوازن ومستدام في أوروبا.
من جانبه، قال الدكتور ألكسندر بوجومولوف، مدير المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية، إنه لا توجد آلية لتنفيذ الورقة الصينية بشأن الأزمة الأوكرانية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنها تحمل بنودا مهمة.
وأضاف في تصريحاته : «نحن نرحب بتلك البنود لأنها تحمل جوانب مفيدة بالنسبة لحل الصراع الدائر بين روسيا وأوكرانيا».
ودعت الصين إلى وقف القتال، ومنع الصراع، وعدم صب الزيت على النار، تفاديا لتفاقم الأزمة الأوكرانية.
يقول الدكتور جينهانج زينج، أستاذ الدراسات الصينية بجامعة لانكستر، إن الصين تطرح الورقة بنية حسنة، لأنها مثل بقية دول العالم من الحرب.
وأشار إلى أن الصين تريد أن توجه رسالة مفادها أن الأعمال العدائية ليست جيدة للأوضاع بشكل عام.وأضاف في تصريحاته لبرنامج «مدار الغد»، أن الصين تحاول توحيد الأطراف، مشيرا إلى أن واشنطن يجب أن ترى تلك الصورة، مؤكدا في الوقت ذاته أن الطرح الصيني يحمل أهمية بالنسبة لروسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف أنها خطوة إيجابية للدول الكبرى، التي يجب أن تحافظ على الحيادية وقت الحروب.
وأشار إلى أن الصين تحاول تحسين العلاقة مع واشنطن، لكن الاختلافات بينهما كبيرة، موضحا أن رسالة الصين موجهة إلى روسيا وأوكرانيا، وليس أي طرف آخر.
من جانبه، قال خبير الشؤون الروسية خبير ديمتري بابيتش، إن الغرب لن يقبل بالورقة الصينية بشأن أوكرانيا.
وأضاف في تصريحاته أن الصين تتصرف بإخلاص، مشيرا إلى أن بكين تنظر إلى الولايات المتحدة وروسيا على أنهما يتصرفان بشكل خاطئ، ويتسببان في تدمير حياة بشر.
وأوضح أن الصين حاولت شرح رؤيتها في ورقة تقدمها للطرفين للتخلي عن الحرب الباردة.
وحثت الورقة على التوقف عن فرض عقوبات أحادية الجانب، لأنها لن تسهم في حل الأزمة بل ستساعد على خلق مشاكل جديدة.
كما شددت الصين على معارضة استخدام الأسلحة النووية أو التهديد بها، فضلا عن ضرورة الحفاظ على سلامة كل المحطات النووية أينما وجدت.
وتواجه حكومات دول الناتو خلافات مع شعوبها بسبب استمرار تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا التي تسعى إلى تحرير كامل أراضيها، في وقت تظهر فيه شقوق في جدار حلف الناتو.