نتينياهو يرفض بيان الشاباك.. ويتهم رونين بار بالتضليل

كتبت/مرثا عزيز
رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي البيان الذي أصدره الشاباك حول واقعة استقالة رئيس قسم مكافحة الإرهاب اليهودي على خلفية أزمة اعتقال الجهاز لمجموعة من المستوطنين.
أعلن مكتب بنيامين نتنياهو رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي للبيان الذي أصدره الشاباك حول واقعة استقالة رئيس قسم مكافحة الإرهاب اليهودي، على خلفية أزمة اعتقال الجهاز لمجموعة من المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية.
وقال بيان مكتب نتنياهو اليوم الأحد، إن «رئيس جهاز الشاباك، الذي عزلته الحكومة من منصبه، ممنوع من التحقيق في الحادثة الخطيرة التي تورّط فيها رئيس القسم اليهودي، الذي تم تسجيله وهو يتصرف بشكل غير قانوني لأنه كان متورطًا فيها».
وأضاف البيان: «إن رئيس جهاز الشاباك هو الذي يوافق، بحكم التعريف، على أي اعتقال لأي يهودي، وتشير التسجيلات أيضًا إلى أن الاعتقالات التي يخشى قائد الشاباك من عدم وجود أدلة عليها، يتم التعامل معها بشكل مباشر من قبل مكتب رئيس الشاباك».
وتابع قائلًا إنه بعد أن اتهم رئيس الشاباك، رونين بار، رئيس الوزراء زورًا في بيانه أمام محكمة العدل العليا بأنه يمارس صلاحيات الجهاز ضد المدنيين، فإن لديه مصلحة في ضمان عدم حدوث العكس.وأكد بيان مكتب نتنياهو أن رئيس الشاباك المعين حديثًا، وليس رونين بار، هو الذي سيتعامل مع المشكلة الخطيرة التي تم اكتشافها.
أزمة اعتقال مستوطنين متطرفين
وأفادت مراسلة الغد من القدس المحتلة بأن رئيس شعبة مكافحة الإرهاب في جهاز الشاباك الإسرائيلي(جهاز الأمن العام الإسرائيلي ) قدم استقالته بعد تسريب تسجيلات صوتية له عبر هيئة البث تثبت اعتقاله لعدد من اليهود المتطرفين من مستوطنات الضفة لعدة أيام دون أدلة ودون العودة لوزير الجيش.
وقال المتحدث باسم الشاباك اليوم الأحد إنه، وانتظارا لاستكمال التحقيق في قضيته، قدم رئيس قسم مكافحة الإرهاب اليهودي استقالته.
وأضاف متحدث الشاباك أن المسؤول المستقيل قد صرح لموظفي القسم قائلا إنه والقسم يعلمون وفقًا للقانون فقط وفي ظل مجموعة واضحة من القيم.
وأضاف قائلا «إنني أشعر بأسف عميق تجاه أسلوب الأمور التي قيلت، والتي لا تميز الطريقة التي أتصرف بها تجاه العديد من الكيانات الأخرى التي نعمل معها »، مؤكدا أنه يرفض تماما «محاولة خلق مظهر عمل لا يتوافق مع القانون وقيم ضبط النفس والدولة».
وتابع «لقد أخطأت في لغتي بطريقة لا تتوافق مع قيم وأخلاقيات الخدمة، ولذلك، من أجل إتاحة المجال لإجراء فحص شامل ومن منطلق واجبي في تقديم مثال شخصي، فإنني أعلق عملي كرئيس للقسم حتى انتهاء التحقيق الشامل في الأمر».
رئيس الشاباك يدعو لجنة الخارجية والأمن بالكنيست لزيارة القسم اليهودي بالجهاز
من جهته، وبجانب توجيهه بإجراء تحقيق شامل ودقيق في الأزمة، توجه رئيس الشاباك رونين بار اليوم الأحد إلى رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست ودعا اللجنة الفرعية للاستخبارات والخدمات السرية إلى زيارة القسم اليهودي من أجل عرض أنشطته وآليات الرقابة القائمة عليه.وأكد رئيس الشاباك أيضًا أن جميع العمليات في مختلف المجالات التي تقع ضمن مسؤولية الجهاز تتم وفقًا للقانون فقط.
أزمة إقالة رئيس الشاباك
ويشهد جهاز الشاباك أزمة من أكبر الأزمات في تاريخه، بسبب الصراع بين رئيس الجهاز ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووصل الصدام ذروته بعد قرار الحكومة الخميس قبل الماضي إقالة بار من منصبه، إلا أنه طعن على القرار الحكومي أمام القضاء مما أعاق تنفيذ قرار الإقالة
واليوم الأحد، في تطوّر درامي يعكس عمق الأزمة داخل مؤسسات الأمن والسلطة التنفيذية الإسرائيلية، قدّمت الحكومة الإسرائيلية ردّها إلى المحكمة العليا ضد الالتماسات المقدّمة للطعن في قرار إقالة رئيس جهاز الأمن العام «الشاباك»، رونين بار معتبرة أن الإبقاء عليه في منصبه يمثّل «ضررًا لا يمكن إصلاحه لأمن الدولة وسلامة مواطنيها وجنودها».
وأكدت الحكومة في ردّها أن قرار الإقالة جاء بعد فقدان الثقة برونين بار، وشبّهت المسألة بما ينطبق على رئيس الحكومة نفسه، الذي لا يمكنه البقاء في منصبه إذا فقد ثقة الكنيست، وأضافت أن الالتماسات المقدّمة ضد القرار يجب أن تُرفض فورًا.
في المقابل، ردّت المستشارة القانونية للحكومة بأن قرار الإقالة «مخالف من أساسه»، واتهمت نتنياهو بتضارب المصالح بسبب تورّط مقرّبين منه في تحقيقات جنائية، لا سيّما في قضية «قطر-غيت»، محذّرة من تداعيات القرار على استقلالية جهاز الشاباك وتحويله إلى «منصب ولاء سياسي». وأضافت أن القرار «يؤسس لسابقة خطيرة تهدّد استقلالية أجهزة الأمن الإسرائيلية».