كلية الاعلام والعلوم السياسية يقيم ندوة علمية عن القرآن الكريم والبلاغة ضمن فعاليات المركز الاعلامي للتدريب والتطوير

كلية الاعلام والعلوم السياسية يقيم ندوة علمية عن القرآن الكريم والبلاغة ضمن فعاليات المركز الاعلامي للتدريب والتطوير
تقرير صحيفة قد الدنيا
٢٩/مارس/٢٠٢٥
اقامت جامعة الارائك الدولية برعاية رئيس الجامعة الاستاذ الدكتور علاء حسين فعاليات الجلسة الحوارية الدينية العلمية التي تنظمها اسبوعيا كلية الاعلام والعلوم السياسية بالجامعة ضمن فعاليات المركز الاعلامي للتدريب والتطوير. والتي تحمل عنوان
" الكلمة حرفا وبنية في ميزان بلاغة القرآن الكريم " تحت شعار
" تاملات وتحليلات " وذلك يوم الخميس ٢٧/مارس/٢٠٢٥م
وأدارت الندوة ا. الدكتورة اسماء لاشين بحضور رئيس جامعة الارائك الدولية وعدد من الأساتذة . والعلماء والمثقفين والباحثين وطلبة الجامعات. وعلى منصتنها التفاعلية
وفي كلمتها الافتتاحية، أشارت الأستاذة الدكتوره اسماء لاشين ، عميدة كلية الإعلام والعلوم السياسية ، إلى أن فضل القرآن كبير، فهو معجزة الله في أرضه، وقد أهتم العلماء بدراسته سواء من علماء اللغة أم التفسير أم الأصول، فاستنبطوا منه أحكام الدين من الحقيقة المجاز والحلال والحرام والمحكم والمتشابه وغيرها.
وبينت عمادتها أن لبلاغة القرآن أهمية كبيرة، فهي توضح جمالية القرآن وحسن تذوق آياته الكريمة، موضحة عظمة الإعجاز في كل ما كتب وقيل فيه. مسترشدة. بسورة القدر كنموذجا لهذه الايام المباركة والأخيرة من شهر رمضان التي نعيشها وأشارت د.لاشين الي المعاني والدلالات التي تحملها هذه الليلة من توحيد وتربية وقيم وقصص وسلوك
فيما تحدث الدكتور سامي الباجوري ضيف هذه الجلسة الحوارية والمحاضر في النحو والصرف والبلاغة القرآنية بجامعة قناة السويس. - مصر،
الذي وضح في كلمته عن القرآن الكريم وأثره في العلوم العربية، كما في النحو والصرف والدلالة والأدب والبلاغة، فالبلاغة تتجلى بأقسامها من علم المعاني والبيان والبديع.
وبين أن أهم ما يميز البلاغة هو إيصال المعنى إلى القلب في حسن لفظ وصورة، وهذا ما تجلى في آيات القرآن الكريم عند ذكر قصصه وأحكامه، فهو ليس متفاوتا ولا مختلفا، بل هو في غاية البلاغة والبراعة.
كما أكد د.الباجوري على ان المفسر لا بد أن يكون على علم ودراية في الجانب البلاغي؛ حتى يكشف عن درر التفسير، ويستخرج الجواهر البلاغية الثمينة والكنوز البيانية العظيمة، وأشار إلى أشهر كتب التفسير والقصص القرآنية مشيرا إلى اسرار الحروف في القرآن الكريم كمصدرا ربانيا
كذلك قدم الدكتور الباجوري "سورة القدر والنساء دراسة بلاغية"، إذ تحدث فيها عن الدلالات البلاغية والسياقات المقامية للسورة القرآنية، وايضًا الدراسة النصية لها، مع بيان ما فيها من قوة وموضوعية ودلالة.
موضحا أن الله انزل القرآن بلسان عربي مبين فالتعابير القرآنية بالغة الكمال والأهمية لأن الله تعالى احكم آياته وتحدى به أفصح العرب قال تعالى ( قل لئن اجتمعت الانس والجن على أن ياتوك بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله لو كان بعضهم لبعض ظهيرا ). مشيرا لما للقران من نمط خاص في التعبير والتركيب والاعجاز البياني كالذكر والحذف والتي جاءت لحكمة وهدف وليس لعبث. موضحا دلالة الحذف في القرآن الكريم لما لها من دلالة بلاغية وجمالية وأثر في المعني مبينا أوجه التحدي والوان الاعجاز اللغوي والصوتي والبياني والذي يتجلى في الاعجاز البياني لسورة القدر وبلاغة الكلمة وجمالية وروائع السور القرآنية بما فيهم سورة القدر كما وردت بالقران الكريم *أنا انزلناه في سورة القدر " والتي هي خير من الف شهر
مستعرضا الحكمة والاعجاز البلاغي من السورة وقوله تعالى
سلام هي حتى مطلع الفجر" مشيرا إلى السلام من اسماء الله الحسنى مؤكدا أن الله يريد للعالم السلام والأمان والطمانينة وسلام القلوب
كما تطرق الباجوري إلى بلاغة القرآن الكريم وأهميته من حيث دقة اللفظ وجمالياته ودلالاته في السياق القرآني
وكان لرئيس الجامعة كلمته الأخيرة معقبا حيث قال
القرآن هو النور الذي يضيء القلب، والماء الذي يروي الروح، فمن جعل القرآن رفيقه، وجد السعادة والسكينة في الدنيا والآخرة
كتابُ اللهِ للعُمرِ الضِّياءِ وفي آياتِهِ شَرفُ السَّماءِ
به الأرواحُ قد زَكَتْ وعَفَّتْ وسارَ الحَقُّ مُنتَشِرَ الضِّياء
أسرار الحروف في آيات القرآن الكريم ودلالاتها هي من الجوانب البلاغية الدقيقة والمعجزة في النص القرآني. تُستخدم الحروف في القرآن ليس فقط لبناء الكلمات، بل للإيحاء بالمعاني العميقة، ولخلق تأثيرات نفسية ولغوية خاصة. فيما يلي استعراض لبعض أسرار الحروف ودلالاتها في القرآن الكريم
أولًا: الحروف المقطعة في أوائل السور
الحروف المقطعة مثل: {الم}، {كهيعص}، {طسم}.
• هذه الحروف لها تأثير إيقاعي وجمالي، وتثير فضول السامع؛ لأنها تأتي في مقدمة السور، مما يجعل المتلقي يتساءل عن معانيها.
• قيل إنها إشارات إلى إعجاز القرآن، فهذه الحروف البسيطة التي يعرفها العرب هي نفسها مادة هذا الكتاب المعجز.
• يرى بعض المفسرين أن هذه الحروف تُشير إلى أسماء الله تعالى، أو إلى أحداث معينة، أو أنها قسم من الله تعالى
ثانيًا: أثر الحروف في الإيقاع والجرس الصوتي
قوله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} [الكوثر: 1].
• تكرار حرف “الكاف” في الآية يعكس العطاء الكثير والفيض الواسع، متناسقًا مع معنى الكوثر (الكثرة والخير).
ثالثًا: الحروف الصوتية للتأثير النفسي
قوله تعالى: {فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ} [القلم: 20].
• استخدام الصاد والراء والميم، وهي حروف صوتها قوي، يعكس شدة الانقطاع المفاجئ والخراب التام.
رابعًا: دلالة الحروف على المعنى
قوله تعالى: {وَٱلضُّحَىٰ * وَٱلَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ} [الضحى: 1-2].
• حرف “الضاد” في “الضحى” يوحي بالإشراق والوضوح.
• حرف “الجيم” في “سجى” يعكس الهدوء والسكون، وكأن الصوت ينسجم مع المشهد
خامسًا: الحروف المغلقة والمفتوحة
• في قوله تعالى: {يَحْيَىٰ} [مريم: 7]، تبدأ وتنتهي الكلمة بحرف مفتوح (الياء) لتتناسب مع معنى الحياة والبقاء.
• بينما كلمة {موت} مغلقة بحرف التاء، لتعكس النهاية والانغلاق.
سادسًا: استخدام الحروف ذات الدلالات المكانية أو الحسية
• حرف “القاف” الذي يرمز إلى القوة والصلابة، جاء في بداية سورة ق التي تتحدث عن البعث والقدرة الإلهية.
• حرف “اللام” الذي يمتد صوته في {ليل} يعكس امتداد الظلام وطوله.
سابعًا: التكرار الصوتي للدلالة على التأكيد
قوله تعالى: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ ٱللَّهُ} [البقرة: 137].
• تكرار الكاف في سيكفيكهم يعزز من معنى الحماية الإلهية والاطمئنان الكامل.
وفي النهاية أكد رئيس الجامعة
تجاوز استخدام الحروف في القرآن الكريم الوظيفة اللغوية المعتادة إلى إيصال المعاني الروحية والنفسية العميقة، بل وتحقيق التناغم والإيقاع الذي يؤثر في السامع والقارئ على حد سواء. القرآن الكريم يبقى معجزًا حتى في اختيار حروفه، مما يجعله نصًا متجددًا على مر الزمان.
واختتمتة الجلسة الحوارية د. اسماء لاشين
إلى مجموعة من المخرجات، منها
- الحث على دراسة الآيات القرانية، والبحث في تفاسيرها، ومعرفة الألفاظ المتنوعة من الدلالة
- الإطلاع على المصادر المختلفة، التي توضح بلاغة السور القرآنية، وعرض جوانبها اللغوية، كالمستوى الصوتي وما فيه من تناغم، وكيفية توظيف الحروف فيها. والاهتمام بالحركات الاعرابية
واختتمت لاشين
الى هنا نلتقيكم. بعد إجازة العيد باذن الله