خداع الأفكار
بقلم د. عبدالكريم الوزان
من المؤسف والمحبط حينما تكتشف فجأة أن دفاعك لمدة طويلة لم يكن عن أفكارك بل عن أفكار الغير التي رسخوها في عقلك .
وهذا مستنبط من مقولة الفيلسوف والمؤرخ البريطاني برتراند راسل :
" قد تقضي عمرك و أنت تعتقد بأنك تدافع عن أفكارك، ثم تكتشف أنك في الحقيقة تدافع عن أفكارهم التي زرعوها في عقلك".
بلاشك فإن غسيل الدماغ بأشكاله وطرقه المختلفة كأحد أساليب الحرب النفسية، يقابله ضعف الحصانة الفكرية للفرد، مع وجود بيئة مانعة لماهو نافع وجديد، في ظل عادات وتقاليد جامدة، مع هيمنة نظام سياسي وإعلامي موجه، كل ذلك يعد من أسباب مانحن بصدده.
لابد اذن من اعتناق الأشخاص وبخاصة الساسة والقادة والصفوة لمبادىء وقيم سامية، وعقيدة راسخة، مع ثقة عالية بالنفس، ووعي مجتمعي تجاه عالم منفتح اتصاليا، تسوده التفاهة والمصالح والطائفية والعرقية و"الفضلات الإعلامية الضارة"، وإحتكار التكنولوجيا ، والتحالفات الدولية لتحقيق مآرب إستعمارية. فلنحسن التفكير بإرادة ويقين وبصيرة، وصدق أفلاطون القائل :
نحن مجانين إذا لم نستطع أن نفكر، "ومتعصبون إذا لم نرد أن نفكر، وعبيد إذا لم نجرؤ أن نفكر.
