المهندس مؤمن أشرف: التكنولوجيا هي العمود الفقري للتنمية في جميع القطاعات وتحقيق النمو الاقتصادي مرهون بالتحول الرقمي

 

كتبت هدي العيسوى

أكد المهندس مؤمن أشرف، الخبير الدولي في أمن وتكنولوجيا المعلومات، أن التكنولوجيا أصبحت المحرك الأساسي للتنمية في جميع القطاعات، مشددًا على أن تحقيق النمو الاقتصادي المستدام يعتمد بشكل رئيسي على التحول الرقمي وتبني التقنيات الحديثة في مختلف المجالات. وأوضح أن العالم يشهد تطورًا متسارعًا في البنية التحتية الرقمية، مما يجعل الاستثمار في التكنولوجيا ضرورة حتمية لمواكبة المتغيرات وتحقيق التنافسية على المستويات المحلية والدولية.

وأشار إلى أن التحول الرقمي لم يعد خيارًا بل أصبح ضرورة استراتيجية لكل دولة تسعى إلى تحقيق التنمية المستدامة، موضحًا أن استخدام الذكاء الاصطناعي، وتحليلات البيانات، وإنترنت الأشياء، والحوسبة السحابية، باتت عوامل رئيسية في تعزيز الإنتاجية وتحسين كفاءة العمليات داخل المؤسسات. وأضاف أن الدول التي استثمرت بشكل جاد في تطوير بنيتها التكنولوجية تمكنت من تحقيق معدلات نمو أعلى، ونجحت في جذب الاستثمارات، وخلقت بيئة أعمال أكثر مرونة وقدرة على التكيف مع التغيرات الاقتصادية العالمية.

وأوضح المهندس مؤمن أشرف أن القطاعات الحيوية مثل الصحة، والتعليم، والصناعة، والزراعة، والخدمات المالية، استفادت بشكل كبير من التطورات التكنولوجية، حيث أسهمت الحلول الرقمية في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، وتقليل التكاليف التشغيلية، وزيادة الإنتاجية. وأضاف أن قطاع الصحة، على سبيل المثال، شهد تحولًا كبيرًا من خلال الاعتماد على التكنولوجيا في تطوير أنظمة السجلات الطبية الإلكترونية، وتشخيص الأمراض باستخدام الذكاء الاصطناعي، وتوفير خدمات الرعاية الصحية عن بُعد، مما ساهم في رفع كفاءة الخدمات الصحية وتحسين حياة الأفراد.

وفي قطاع التعليم، أكد مؤمن أشرف أن التكنولوجيا ساهمت في إحداث نقلة نوعية في أساليب التدريس والتعلم، حيث أصبح التعليم الإلكتروني والتعليم المدمج من الحلول الأساسية لمواجهة تحديات التعليم التقليدي، مما أتاح فرصًا أكبر للوصول إلى المعرفة، وتحقيق مخرجات تعليمية أكثر كفاءة. وأوضح أن الرقمنة ساعدت أيضًا في توفير محتوى تعليمي تفاعلي، وتقييم أداء الطلاب بطرق أكثر دقة، وهو ما ينعكس إيجابيًا على جودة التعليم ومخرجاته.

أما فيما يتعلق بالقطاع الصناعي، فقد أوضح المهندس مؤمن اشرف الخبير الدولي في تكنولوجيا المعلومات أن تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، مثل التصنيع الذكي، والروبوتات، وإنترنت الأشياء، أدت إلى تحسين الإنتاجية، وتقليل الهدر، وتعزيز القدرة التنافسية للمؤسسات الصناعية. وأشار إلى أن العديد من المصانع والشركات التي تبنت الحلول الرقمية استطاعت تقليل التكاليف وزيادة كفاءة الإنتاج، مما عزز من قدرتها على المنافسة في الأسواق العالمية.

وأكد المهندس مؤمن أشرف أن القطاع الزراعي لم يكن بعيدًا عن هذا التطور، حيث أسهمت التكنولوجيا في تحسين كفاءة استخدام الموارد الطبيعية، وزيادة الإنتاج الزراعي، وتحسين جودة المحاصيل من خلال تقنيات مثل الزراعة الذكية، والري بالتكنولوجيا المتقدمة، والاستشعار عن بعد. وأضاف أن هذه التقنيات تساعد في تحسين إدارة الأراضي الزراعية، والتنبؤ بالكوارث الطبيعية، وتحقيق استدامة الإنتاج الزراعي بما يتماشى مع متطلبات الأمن الغذائي.

وفي مجال الأمن السيبراني، شدد المهندس مؤمن اشرف على أهمية تعزيز الحماية الرقمية في ظل التوسع المتزايد في استخدام التكنولوجيا، مؤكدًا أن الأمن السيبراني أصبح ركيزة أساسية لضمان استمرارية الأعمال وحماية البيانات الحساسة من التهديدات الإلكترونية المتزايدة. وأوضح أن المؤسسات التي تتجاهل الاستثمار في الأمن السيبراني تعرض نفسها لمخاطر كبيرة قد تؤثر على سمعتها واستمراريتها في السوق.

وفي ختام حديثه، دعا المهندس مؤمن أشرف إلى ضرورة تبني استراتيجيات وطنية تدعم التحول الرقمي، وتعزز بيئة الابتكار التكنولوجي، من خلال الاستثمار في البنية التحتية الرقمية، وتطوير الكوادر البشرية القادرة على التعامل مع التقنيات الحديثة، ودعم الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا. وأكد أن الدول التي ستتمكن من قيادة المستقبل هي تلك التي تدرك أن التكنولوجيا ليست مجرد أداة مساعدة، بل هي العمود الفقري لكل مسارات التنمية، وأحد أهم العوامل التي تساهم في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.