المهندس مؤمن أشرف: “2025 سيكون عام المواجهة الحاسمة مع تهديدات سيبرانية أكثر تطورًا وخطورة”

كتبت هدي العيسوي

أكد المهندس مؤمن أشرف، الخبير الدولي في أمن وتكنولوجيا المعلومات، أن عام 2025 سيشهد موجة غير مسبوقة من التهديدات السيبرانية التي ستتسم بتعقيدها وقدرتها على استهداف قطاعات حيوية بأشكال أكثر تطورًا وخطورة من أي وقت مضى.
وأوضح المهندس مؤمن أشرف أن التقدم السريع في مجالات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي سيكون بمثابة المحرك الرئيسي لهذه التهديدات، حيث سيستغله المهاجمون في تصميم هجمات دقيقة وشديدة التعقيد، لا سيما تلك التي تستهدف البنية التحتية الحساسة مثل شبكات الطاقة وأنظمة الرعاية الصحية والخدمات المالية.
وأشار مؤمن أشرف إلى أن أبرز التهديدات المتوقعة تشمل الهجمات السيبرانية على سلاسل التوريد، حيث تعتمد الشركات بشكل متزايد على الحلول السحابية وأنظمة العمل عن بُعد، مما يزيد من نقاط الضعف التي يمكن استغلالها لاختراق الشبكات، كما أن تقنيات الابتزاز الرقمي، مثل هجمات برامج الفدية، ستتطور بشكل كبير، حيث سيصبح المهاجمون قادرين على تنفيذ عمليات تشفير ذكية تستهدف البيانات الحساسة بشكل يصعب فكه دون دفع مبالغ مالية ضخمة.
وأضاف مؤمن أشرف أن الهجمات السيبرانية ستتخذ طابعًا أكثر تطورًا مع التركيز على استغلال البيانات الشخصية التي يتم جمعها عبر منصات التواصل الاجتماعي والتطبيقات الرقمية، مشيرا إلى أن هذا النوع من الهجمات سيكون له تأثير مباشر على الخصوصية الشخصية وعلى سمعة المؤسسات، خصوصًا مع تصاعد التحديات القانونية والتنظيمية المرتبطة بحماية البيانات.
كما حذر المهندس مؤمن أشرف من تزايد الهجمات على البنية التحتية الحيوية للدول، مشيرًا إلى أن القطاعات الاستراتيجية مثل المياه والطاقة والنقل ستصبح هدفًا رئيسيًا للقراصنة، مما يهدد استقرار الدول وأمن مواطنيها، مؤكا أن الحكومات والمؤسسات الكبرى بحاجة إلى الاستثمار بشكل أكبر في بناء أنظمة دفاعية استباقية تعتمد على التحليل المستمر للتهديدات والتعامل معها قبل حدوثها.
وشدد الخبير الدولي على أهمية بناء كوادر متخصصة في مجال الأمن السيبراني، معتبرًا أن العنصر البشري سيظل خط الدفاع الأول في مواجهة هذه الهجمات، بجانب التقنيات الحديثة، كما أن التعاون الدولي سيكون أحد الركائز الأساسية لمواجهة التهديدات السيبرانية المتزايدة، حيث أصبح تبادل المعلومات والخبرات بين الدول والمؤسسات ضرورة ملحة لتعزيز الأمن الرقمي.
وختم المهندس مؤمن أشرف تصريحه بالتأكيد على أن العالم الرقمي يحمل فرصًا غير محدودة للتطور والنمو الاقتصادي، إلا أن هذه الفرص تأتي بتحديات كبيرة تتطلب يقظة مستمرة واستراتيجيات أمنية مبتكرة تواكب تسارع الأحداث، ودعا جميع الجهات المعنية إلى اتخاذ خطوات استباقية للحفاظ على أمن المعلومات وحماية البنية التحتية الرقمية، باعتبارها العمود الفقري للاقتصادات الحديثة.