بعد فرارهم لسوريا.. تحذير من مخاطر تواجه العائدين إلى لبنان

كتبت/مرثا عزيز
أعربت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، عن قلقها إزاء الظروف المزرية في سوريا لدرجة أن بعض اللبنانيين الذين فروا إليها بحثا عن ملاذ آمن من الحرب بين إسرائيل وحزب الله اختاروا العودة إلى لبنان.
وقال غونزالو فارغاس يوسا ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سوريا إن هناك أسرًا لبنانية بصدد اتخاذ قرار صعب للغاية وربما يهدد حياتها بالعودة إلى لبنان.
وقال للصحفيين في جنيف عبر رابط فيديو من الحدود السورية اللبنانية: «هذه أعداد صغيرة للغاية، ولكن بالنسبة لنا فإن الأعداد الصغيرة هذه تعد مؤشرات مقلقة».
مئات الآلاف
تقدر المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أن نحو 560 ألف شخص فروا إلى سوريا من لبنان المجاور منذ أواخر سبتمبر/ أيلول، عندما تصاعدت عمليات القصف والمعارك الحدودية بعد نحو عام من تبادل إطلاق النار عبر الحدود بين إسرائيل وحزب الله إثر الحرب في غزة.
وتقدر السلطات اللبنانية أن العدد تجاوز 610 آلاف شخص.
وقال فارغاس يوسا إن نحو 65% من الذين يعبرون الحدود إلى سوريا، التي مزقتها 13 عاما من الحرب الأهلية، هم مواطنون سوريون لجؤوا إلى لبنان هربا من تلك الحرب.
وأشاد بما أظهرته المجتمعات السورية تجاه الوافدين من كرم مثالي واستثنائي على الرغم من تدمير بنيتها التحتية واقتصادها.
وحذر من أن الوضع الاقتصادي الكارثي في سوريا، إلى جانب نقص التمويل الشديد للاستجابة الإنسانية، فمن غير الواضح إلى متى سيستمر هذا الكرم.
وقال فارغاس يوسا إن علامات مقلقة بدأت تظهر بالفعل، مشيرًا إلى أعداد صغيرة من الناس الذين اختاروا العودة إلى لبنان على الرغم من المخاطر.
وتابع: «الأعداد التي نلاحظها على الحدود صغيرة للغاية، ربما بمعدل 50 أسرة يوميا»، مضيفا أنهم يغادرون لأنهم يشعرون «بأن الظروف في سوريا مروِّعة، وأنهم قد يكونون أفضل حالا في لبنان، على الرغم من القصف».وأضاف: «بعودتهم إلى لبنان قد يجدون أنظمة دعم أفضل، وسهولة أكبر في الوصول إلى الخدمات، بل وحتى القدرة على جني القليل من الدخل».
غياب التمويل
في حين أن الأعداد ما زالت قليلة، حذر فارغاس يوسا من أنه ما لم يكن هناك تمويل حقيقي من الدعم الدولي، فإن «هذا العدد من اللبنانيين الذين يختارون العودة إلى ديارهم في ظل هذه الظروف الصعبة للغاية قد يزداد في الأسابيع والأشهر المقبلة… وسيكون هذا مقلقا للغاية».
وقال فارغاس يوسا إن هناك حتى بعض السوريين الذين اختاروا العودة مرة أخرى إلى لبنان، وذلك في المقام الأول بسبب الظروف الاقتصادية المزرية للغاية هنا في سوريا.
وفي الوقت نفسه، قال إن هناك انخفاضا كبيرا في وتيرة وصول اللاجئين إلى سوريا مؤخرا، من ذروة راوحت بين 10 آلاف و15 ألف لاجئ يوميا إلى متوسط يبلغ الآن نحو 2000 لاجئ.
وأوضح أن هذا الانخفاض مرتبط على الأرجح بالقصف الإسرائيلي المتكرر للمعابر الحدودية، وقال إن السوريين واللبنانيين خائفون للغاية من استخدام طرق الهروب هذه، داعيا الجيش الإسرائيلي إلى وقف هذه الهجمات غير المقبولة على الفور.