نواب لبنانيون يوجهون نداء عاجلاً إلى اليونسكو لحماية آثار بلادهم

كتبت/مرثا عزيز
أطلقت غالبية النواب في لبنان، اليوم الجمعة، نداء عاجلاً في رسالة وجهوها إلى المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي، لحماية التراث المشترك للبشرية، في ظل الخطر المُحدق بالمواقع الأثرية في بلادهم جرّاء العدوان الإسرائيلي.
واستقبل وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عبد الله بو حبيب اليوم النائبين نجاة عون صليبا وملحم خلف اللذين سلّماه رسالة موقـّعة من غالبية أعضاء مجلس النواب والكتل النيابية، موجّهة إلى أزولاي، وفق بيان صحفي.
ودعت الرسالة «منظمة اليونسكو ومديرتها العامة أزولاي، في إطار مسؤوليتهما بالدفاع عن هذه الرموز التي لا تقدّر بثمن، إلى الاستجابة لهذا النداء العاجل وإعطاء الأولوية لحماية هذه المواقع التاريخية».
وأعطى الوزير بو حبيب تعليماته «إلى بعثة لبنان الدائمة لدى اليونسكو في باريس لتسليم الرسالة الموقّعة من السادة النواب إلى المديرة العامة للمنظمة».
يذكر أن الطائرات الحربية الإسرائيلية بدأت منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي بشنّ سلسلة واسعة من الغارات لا تزال مستمرة حتى الساعة،استهدفت العديد من المناطق في جنوب لبنان والبقاع شرق لبنان والعاصمة بيروت والضاحية الجنوبية لبيروت وجبل لبنان وشماله.
مناطق أثرية مستهدفة
طالت الهجمات الإسرائيلية على لبنان المنازل والمباني السكنية والمحال التجارية والأسواق والأراضي الزراعية، وهددت في استهدافها مدينتي صور الجنوبية وبعلبك البقاعية المواقع الأثرية الموجدة فيهما.
قلعة بعلبككما استهدفت الهجمات مبنى «المنشية» الأثري المجاور لقلعة بعلبك التاريخية، عند المدخل الجنوبي لمدينة بعلبك شرقي لبنان.
وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية فقد تعرضت قلعة بعلبك، المدرجة ضمن لائحة التراث العالمي لليونسكو، لمخاطر جسيمة بسبب القصف على محيطها. فرغم أن القصف لم يستهدف القلعة مباشرة، إلا أن شدة الاهتزازات الناتجة عن القصف على بعد يتراوح بين 500 و700 متر، هددت السلامة الهيكلية للقلعة وتسببت بضرر غير مباشر لهذا الموقع التاريخي الرائع.
مدينة صور
مدينة صور الأثرية، والمدرجة ضمن لائحة التراث العالمي لليونسكو، لم تكن بعيدة عن الدمار، فهي المدينة التي تحمل إرثا تاريخيا يعود لآلاف السنين، فقد تعرض محيطه لغارات إسرائيلية متكررة، ما عرض المباني الأثرية فيها لخطر الانهيار بسبب الاهتزازات العنيفة التي تعرضت لها.
كما تعرض أيضا سوق النبطية التجاري، وهو جزء من الهوية الثقافية والتجارية لمدينة النبطية، للتدمير الكامل، إذ يعود تاريخ بناء السوق إلى أكثر من مائة عام، وكانت هذه السوق جزءا من التراث المحلي والتجاري للمدينة.
وقد تحول السوق إلى رماد تحت وطأة القصف، مما شكل خسارة كبيرة لمدينة النبطية وسكانها.