جولة جديدة في القاهرة لاستكمال محادثات الدوحة بشأن التهدئة في غزة

كتبت/مرثا عزيز
تواصلت خلال الأيام الماضية في العاصمة القطرية الدوحة جولة جديدة من المحادثات بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة وإعادة المحتجزين الإسرائيليين.
وقالت القناة 12 الإسرائيلية إنه خلال الأيام الماضية، قدمت الولايات المتحدة اقتراحا يتضمن الإشارة إلى القضايا الرئيسية في المفاوضات بشأن صفقة المحتجزين ووقف إطلاق النار، حيث تضمن فيها عدد المحتجزين المقرر إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى.
وبحسب الاقتراح الأميركي الحالي، سيتم إطلاق سراح النساء والمجندات أولاً، وكقاعدة عامة ستكون هناك أولوية لإطلاق سراح المحتجزين الأحياء. وفي المرحلة الأولى من الصفقة الإنسانية، سيتم أيضًا إطلاق سراح الجنود الذين تحتجزهم حماس منذ سنوات أفرا منغيستو وهشام السيد.
ويتضمن الاقتراح أيضًا قائمة الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل كل محتجز إسرائيلي، ومن بينهم 47 أسيرًا أطلق سراحهم في صفقة شاليط وأعيد اعتقالهم في السنوات الأخيرة.
بالإضافة إلى ذلك، تم تقديم ملخصات أكثر تفصيلاً عن تحركات قوات الجيش الإسرائيلي في مناطق مختلفة في قطاع غزة، خلال فترة الهدنة ووقف إطلاق النار التي ستستمرت 42 يوماً.
نقاط خلافية
وأوضح تقرير القناة 12، أن المقترح الأميركي قبل معظم المطالب الإسرائيلية، ولكن تم استبعاد قضيتين لا تزالان محل خلاف: محور فيلادلفيا ومحور نتساريم.
وتشير التقديرات إلى أنه فقط إذا رضخت إسرائيل للانسحاب من المحورين، فإن الوسيطن، قطر ومصر، سوف يمارسان الضغوط اللازمة على حماس.
ومن المتوقع أن تكون هذه القضايا في قلب النقاش الحاسم الذي سيجري اليوم في مكتب رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، مع فريق التفاوض قبل مغادرة الوفد إلى القاهرة.
وقال مسؤولون مطلعون على المفاوضات إنه إذا لم تظهر إسرائيل مرونة حقيقية، فلا يوجد سبب للتفاؤل الذي سمعناه الليلة الماضية.وبحسب المصدر فإن الموقف الإسرائيلي مقبول بشأن القضية الأساسية، وهي عدد المحتجزين الأحياء الذين سيتم إطلاق سراحهم في الخطوة الأولى، قائلا: «بعد أن قبلت الولايات المتحدة معظم المطالب، يجب أن نكون مرنين مع التوضيحات الإضافية».
محادثات في القاهرة
ومن المقرر أن يغادر وفد إسرائيلي إلى القاهرة، ومن المتوقع عقد قمة أخرى نهاية الأسبوع.
وسيحاول الوفد الإسرائيلي، الذي سيبحث في القاهرة مع فريق أميركي ومصري، التوصل إلى نتائج بشأن الترتيبات الأمنية على طول محور فيلادلفيا وإعادة فتح معبر رفح، وهو الأمر الذي أوضحت حماس للوسطاء أنها لا تنوي التنازل عن أي شيء أقل من الانسحاب الإسرائيلي الكامل منه.
وسيصل وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى إسرائيل اليوم أيضًا، وسيبحث مع نتنياهو القضايا التي لا تزال محل خلاف، وعلى رأسها مسألة عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة.
وبحسب القناة، فقد قدم نتنياهو اقتراحاً أكثر مرونة في هذا الموضوع – تحت الضغط الأميركي، ولا توجد حتى الآن أية اتفاقيات بشأن هذه النقطة، حتى أنه لم يُدرج في وثيقة التسوية الأميركية.
تفاؤل حذر
وأمس، نشر مكتب نتنياهو بياناً حول آخر التطورات، وجاء به: «أبلغ الفريق المفاوض بشأن صفقة المحتجزين رئيس الوزراء اليوم بحالة المحادثات في الدوحة. وأعرب الفريق لرئيس الحكومة عن تفاؤل حذر بشأن إمكانية المضي قدماً في الصفقة، بناء على الاقتراح الأميركي الأخير».
وتابع مكتب نتنياهو إن «الاقتراح يستند إلى الخطوط العريضة لمقترح مايو/أيار، ويتضمن عناصر مقبولة لإسرائيل»، مردفاً: «من المأمول أن تؤدي الضغوط الشديدة التي تمارسها الولايات المتحدة والوسطاء على حماس إلى إزالة معارضتها للاقتراح، وأن تسمح بإحراز تقدم في المحادثات»نقاط عالقة
في السياق ذاته، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت أمس عن مصادر في الوفد المفاوض، إن هناك فجوات ما زالت قائمة في مسار التفاوض مع حركة حماس.
وقالت المصادر الإسرائيلية إن محور فيلادلفيا يشكل نقطة خلافية، إذ تطالب حماس بانسحاب كامل، بينما تريد تل أبيب تنفيذ انسحاب جزئي.
وأضافت الصحيفة إن حماس تطالب بعودة جميع النازحين إلى ديارهم وانسحاب إسرائيل (جزئياً على الأقل) من محور نتساريم الفاصل بين شمال وجنوب قطاع غزة.
كما أوضحت الصحيفة أن إسرائيل تطالب بأسماء المحتجزين الأحياء في قطاع غزة، بينما تشترط حماس في البداية الاتفاق على الصفقة قبل تسليم القوائم.
وكذلك، تطالب حماس بتشغيل معبر رفح البري من قبل طرف فلسطيني، بينما ترفض إسرائيل.