خلفا لإسماعيل هنية.. تعرف على أبرز المرشحين لرئاسة المكتب السياسي لحماس

كتبت/مرثا عزيز
أعلنت حركة حماس، بدء المشاورات من أجل اختيار رئيس جديد للمكتب السياسي للحركة بعد اغتيال إسماعيل هنية، وقالت حماس في بيان إن: «قيادة الحركة باشرت بإجراء عملية تشاور واسعة في مؤسساتها القيادية والشورية لاختيار رئيس جديد للحركة».

وكشف نائب رئيس حركة «حماس» في قطاع غزة، خليل الحية، أمس الأحد، آخر التطورات المتعلقة باختيار خليفة لإسماعيل هنية الذي تم اغتياله في إيران الأسبوع الماضي.. وقال الحية: أيام وننهي مشاوراتنا بشأن اختيار رئيس للمكتب السياسي للحركة خلفا لإسماعيل هنية.

ويلعب الجناج العسكري لحماس وقياداتها داخل غزة دوراً مهما في قيادة الحركة وتحديد سياساتها، وكذلك اختيار مكتبها السياسي ومجلس الشورى.

وفيما يلي بعض أبرز القادة الذين يمكن أن يقع عليهم الاختيار رئيسا للمكتب السياسي:

موسى أبو مرزوق
يشغل موسى أبو مرزوق منصب عضو المكتب السياسي لحركة حماس، ويعد من الشخصيات المؤثرة في الحركة. في كل مرة يخلو المنصب، يُطرح اسمه من بين الخلفاء المحتملين لقيادة الحركة، وهو أحد كبار مسؤولي المكتب السياسي للحركة. وقد بدأ نشاطه في مجال العمل الإسلامي منذ نهاية ستينيات القرن الماضي، حيث ساهم في إنشاء أول مجموعات العمل الإسلامي في مدينة رفح، التي التحقت بنظيرتها في غزة.

وُلد موسى أبو مرزوق بتاريخ 9 فبراير/شباط 1951 في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في مدارس قطاع غزة، ثم تخرج من جامعة حلوان بمصر عام 1975، من كلية الهندسة الميكانيكية قسم هندسة إنتاج. أكمل دراسته العليا في الولايات المتحدة الأميركية، وحصل على درجة الماجستير في إدارة الإنشاءات عام 1984، ثم حصل على شهادة الدكتوراه في الهندسة الصناعية في العام 1992.

وعندما كان مقيماً في الولايات المتحدة في التسعينيات، تم توقيفه بتهمة جمع الأموال للجناح المسلح لحركة «حماس». بعدها ظل في المنفى، لا سيما في الأردن ومصر وقطر.خالد مشعل
يشغل حاليًا منصب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الداخل.

ولد خالد عبد الرحيم إسماعيل عبد القادر مشعل في 28 مايو/أيار 1956 في بلدة سلواد قضاء رام الله بالضفة الغربية المحتلة، وقضى فيها 11 سنة.

بعد نكسة 1967، انتقلت عائلته اضطرارًا إلى الأردن، وبعد شهرين انتقلت إلى الكويت، حيث عاش مشعل بمدينة حَوَلى حتى عام 1991، ثم عاد إلى الأردن إثر اجتياح العراق للكويت. وهو متزوج منذ العام 1981 وله 7 أولاد.

درس مشعل المرحلة الابتدائية في إحدى مدارس قرية سلواد، أما المرحلة الإعدادية فقد درسها في مدارس منظمة التحرير الفلسطينية في الكويت، ولاحقًا انتقل لثانوية عبد الله السالم بالفترة الصباحية التابعة للحكومة الكويتية، وفي تلك الفترة انتمى لجماعة الإخوان المسلمين.

التحق عام 1974 بجامعة الكويت وحصل منها على درجة البكالوريوس في الفيزياء. كما يحمل إجازات في القرآن الكريم، الذي أتمَّ حفظه وأتقن بعض علومه.

بعد تخرجه من جامعة الكويت عام 1979، بدأ العمل في مجال التدريس، وأصبح مدرسًا لمادة الفيزياء في إحدى مدارس الكويت، واستمر في هذه المهنة حتى عام 1984، حيث توقف لتكريس وقته للعمل السياسي في تنظيم حركة حماس وبناء شبكتها داخل قطاع غزة والضفة الغربية، وتطوير قدراتها العسكرية.

وشارك في تأسيس حركة المقاومة الإسلامية حماس عام 1987، وهو عضو مكتبها السياسي منذ تأسيسه.

تولى رئاسة المكتب السياسي للحركة عام 1996 وعُين قائدًا للحركة بعد استشهاد الشيخ أحمد ياسين يوم 23 مارس/آذار 2004.

تعرض عام 1997 لمحاولة اغتيال نفذها جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية «الموساد» في الأردن.

ويعيش خالد مشعل، الذي خلفه هنية، في المنفى منذ عام 1967، متنقلًا بين الأردن وقطر وسوريا ودول أخرى.خليل الحية
يشغل حاليا منصب نائب رئيس المكتب السياسي للحركة.

ولد خليل إسماعيل إبراهيم الحية (أبو أسامة) في غزة في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 1960.

يعتبر الحية من المقربين من رئيس المكتب السياسي الشهيد إسماعيل هنية، وهو زعيم بارز يعيش في المنفى وينحدر من غزة، وله علاقات دولية مهمة وعلاقات جيدة مع إيران وتركيا وحزب الله، وترأس الحية وفداً ذهب إلى سوريا في عام 2022 والتقى بالأسد لتوطيد العلاقات.

حصل على البكالوريوس من كلية أصول الدين في الجامعة الإسلامية بغزة عام 1983وعلى درجة الماجستير في السنة وعلوم الحديث من الجامعة الأردنية عام 1989 وعلى درجة الدكتوراة في السنة وعلوم الحديث من جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية بالسودان عام 1997.

سجن لمدة ثلاث سنوات في بداية التسعينات من القرن الماضي. متزوج وله سبعة من الأولاد، استشهد اثنان منهم وهما أسامة الحية وحمزة الحية.

في عام 2006، قاد خليل الحية كتلة «حماس» في المجلس التشريعي بعد فوز الحركة في آخر انتخابات فلسطينية نظمت منذ ذلك الحين، وهو من أبرز مؤيدي الكفاح المسلح. وقد نجا من عدة محاولات اغتيال إسرائيلية، لا سيما في عام 2007، حين أدى استهداف منزله في شمال قطاع غزة إلى مقتل عدد كبير من أفراد عائلته.زاهر جبارين
يشغل حاليًا منصب نائب رئيس حركة حماس في الضفة الغربية، ومسؤول ملف الأسرى في الحركة.

ولد زاهر جبارين في العام 1968 بقرية سلفيت في الضفة الغربية، ودرس الشريعة الإسلامية في جامعة النجاح بنابلس. ومع تأسيس حركة حماس عام 1987، انضم جبارين إلى الحركة ويُعتبر من مؤسسي جناحها العسكري. وفي أيام دراسته، قام بتجنيد الطلاب في صفوف الحركة، وخلال الانتفاضة الأولى كان مسؤولًا عن توزيع الإعلان المنشور لحماس في الضفة الغربية.

اعتُقل جبارين عدة مرات خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 وما بعدها، وكان مسؤولًا عن عدة عمليات عسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي في التسعينيات. وفي العام 1993 قام الشاباك باعتقال جبارين وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة، بالإضافة إلى 35 سنة أخرى، بتهم تورطه في سلسلة من الهجمات التي قُتل فيها إسرائيليون، وأنه كان عضوًا في المجموعة التي اختطفت وقتلت ضابط الشرطة نيسيم توليدانو في ديسمبر/كانون الأول 1992. وخلال الأعوام التي قضاها في السجن، قام جبارين بترجمة عدد من الكتب من العبرية إلى العربية.

يتولى منذ فترة طويلة إدارة الشؤون المالية لـ«حماس»، وكان مقربًا من هنية، حتى أنه وُصف بأنه ذراعه اليمنى. يُنظر إلى زاهر جبارين على أنه أحد كبار المسؤولين في حماس ومعروف بنفوذه وسلطته. ويُعد مقربًا من تركيا حيث أقام لفترة هناك.كيف تنتخب حماس قياداتها؟
وأشارت حركة حماس إلى أنه باغتيال هنية، «بدأت قيادة الحركة إجراء عملية تشاور واسعة في مؤسساتها القيادية والشورية لاختيار خليفة له. ومؤسسات الحركة التنفيذية وأطرها الشورية تواصل أعمالها، ولديها الآليات الفاعلة والعملية لاستمرار مسيرة المقاومة في أصعب الظروف، وستبادر إلى الإعلان عن نتائج مشاوراتها حال الانتهاء منها».

وحسب النظام الأساسي للحركة، فإن أعضاء مجلس الشورى المركزي، الذي يضم حوالي 50 عضوًا، يمثلون حركة حماس في الداخل الفلسطيني والخارج، أي الدول التي تتواجد فيها حركة حماس، وأعضاء المكتب السياسي هم من ينتخبون رئيس المكتب السياسي.

ويتولى رئيس مجلس الشورى المركزي المعروف بـ(أبو عمر حسن) إدارة الحركة بالتنسيق بين رؤساء المكاتب السياسية الثلاثة (غزة والضفة الغربية والخارج)، إلى حين إجراء دورة انتخابية عامة، ولكن لا يسمح له النظام بالترشح لرئاسة المكتب السياسي كونه رئيس مجلس الشورى العام.

وتقسّم حماس مناطق عملها انتخابيًا إلى أربعة: الضفة الغربية، وقطاع غزة، والسجون، والخارج.

وتجري الحركة انتخاباتها العامة كل أربع سنوات، تنتخب خلالها مجلس الشورى وأعضاء المكتب السياسي الذين ينتخبون رئيس المكتب ونائبه، بالإضافة إلى رؤساء المناطق الثلاث: غزة والإقليم والخارج.

ولا يحق لأي رئيس أو مسؤول داخل الحركة البقاء في منصبه أكثر من ولايتين.

ولا تتوفر معلومات كثيرة عن الهيكلية التنظيمية في الحركة، نظرًا للسرية التي تحيط بنشاطاتها وحركة قادتها، وللتعقيدات التي تواجه التنسيق بين أعضائها في الداخل والخارج وفي السجون.