نسخة بول بريمر» في غزة.. واشنطن تسعى لتكرار تجربة الحاكم المدني الأميركي للعراق !!

كتبت/مرثا عزيز
يبدو أن الولايات المتحدة الأميركية تسعى لتكرار نموذج الحاكم المدني الأميركي للعراق، بول بريمر، في قطاع غزة، وهو الذي عينته الإدارة الأميركية على رأس السلطة في بغداد في 6 مايو/أيار 2003، وأصدر بريمر عشرات القرارات والقوانين المثيرة للجدل والتي ما يزال بعضها ساريا حتى اليوم!!
وقد ورد ذكر هذه الفكرة في وثيقة سرية لوزارة الخارجية حددت كيف يمكن للولايات المتحدة أن تساعد في تحقيق الاستقرار في غزة بعد وقف إطلاق النار!!
تعيين «مستشار أمريكي مدني» لإدارة شؤون غزة
ونقلت صحيفة «بوليتيكو» عن مسؤولين أمريكيين، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تٌفكر في تعيين «مستشار أمريكي مدني» يرأس هيئة استشارية تٌساعد قوة فلسطينية بإدارة غزة ما بعد الحرب.. وأكد المسؤولون أن المستشار المدني الأميركي المعين، سيقيم بالمنطقة وسيعمل مع المسؤول الأمني عن القوة المنوط بها إدارة غزة.
وأوضحوا أن واشنطن لا تزال تناقش حدود سلطات المستشار المدني في غزة بسرية تامة، وتعتزم أن يكون هناك دورا لها دائما بعد الحرب.الحاكم المدني الأميركي سيقيم خارج غزة
الفارق الوحيد بين تجربة «بول بريمر» الحاكم المدني الأمريكي للعراق، وبين «المستشار الأميركي المدني» لإدارة شؤون غزة.. أن بريمر كان مقيما في بغداد.. ولكن المستشار المدني الأمريكي، سيقم في المنطقة قريبا من غزة، ولن يدخل بنفسه إلى قطاع غزة، حتى لا تظهر واشنطن بمظهر من يتحكم في مستقبل القطاع.
خطة أميركية للعب دور «بارز» في غزة
وذكرت صحيفة «بوليتيكو»، أن واشنطن لا تزال تناقش حجم السلطة الرسمية التي سيتمتع بها هذا المستشار، لكن جميع المسؤولين، الذين منحوا عدم الكشف عن هويتهم للحديث عن تفاصيل المناقشات الحساسة للغاية، أكدوا أن ذلك جزء من خطة للولايات المتحدة للعب دور «بارز» في انتشال غزة من الفوضى اليائسة.
دور المستشار الأميركي في القطاع
وتُظهر المناقشات الخاصة بين البيت الأبيض والبنتاغون ووزارة الخارجية بشأن دور المستشار – والتي لم يتم الإبلاغ عنها سابقًا – أن إدارة بايدن تتوقع أن تكون في قلب ما يحدث لغزة بعد فترة طويلة من هدوء الأسلحة، بحسب الصحيفة الأميركية، وبالتالي، ستكون الولايات المتحدة مسؤولة جزئياً عما سيأتي بعد ذلك، بما في ذلك تحسين حياة 2.2 مليون فلسطيني يعانون في الأراضي المدمرة.نسخة من حكومة «فيشي» المتعاونة مع النازية في فرنسا
ويرى الباحث السياسي الفلسطيني، فراس طنينة، ان ما تدرسه واشنطن من تعيين مستشار مدني أميركي لإدارة شؤون غزة، يعني أنهم يريدون حكومة عملاء، حكومة جواسيس في غزة، تنفذ ما يريده الاحتلال الإسرائيلي، كما حدث بتعيين بريمر حاكما مدنيا للعراق، وكذلك تماما مثل حكومة «فيشي» في فرنسا التي تعاونت مع قوات الاحتلال النازي الألماني في فترة الحرب العالمية الثانية.
استنساخ تجربة «روابط القرى»
وقال «طنينة» في حوار على شاشة الغد: «ما تدرسه الولايات المتحدة يعد استنساخا لما حدث في السبعينيات في الضفة الغربية حين قامت قوات الاحتلال بتعيين ما أطلق عليها «روابط القرى» لإدارة بعض مناطق الضفة الغربية المحتلة، وقد نجح الفلسطينيون في القضاء على تلك الظاهرة».
غزة ترفض أي تجارب أميركية إسرائيلية
وتابع المحلل السياسي: «الفلسطينيون في قطاع غزة سوف يتصدون لكل تجارب الاحتلال التآمرية ولن تنجح الولايات المتحدة في فرض ماتدرسه وما تراه مناسبا للاحتلال الإسرائيلي، ولن يقبل أي فلسطيني المشاركة أو التعاون مع تلك القوى الاستعمارية، ومن يتعاون يعرّض نفسه للملاحقة ومطاردة الموطنين، خاصة أن هناك ثأرا لأبناء غزة الذين قدموا حتى الآن أكثر من 35 ألف شهيد».