أصعب مشاهد عبد الحليم الفنية

كتب / علي عز
(قد يكون عذر الممثل من اداء مشهد معين مقبولا لدى المخرج) فمثلا: واحد من أصعب المشاهد اللى مرت على عبدالحليم وهو بيمثل .. مشهد "قاضى البلاج" فى فيلم ابى فوق الشجرة.. والصعوبة هنا مش فى أجواء التصوير .. ولا ان المشهد اتعاد كتير لاابدا .. لكن الصعوبة تجسدت وتمثلت وتلخصت فى أن المشهد ده كان واحد من أكتر المشاهد المؤذية نفسيا للعندليب..
ففي يوم التصوير قال المخرج حسين كمال لحليم هتقدم الاستعراض وانت لابس شورت بس والنص الفوقانى عريان.. فحليم رفض وقال للمخرج مش ممكن.. وطلب أن يتكلم مع حسين كمال على جنب.. وقاله انه مش هينفع يظهر بالشكل ده إمام الكاميرا .. فحسين كمال حاول يفهمه أنه مش من المنطقي أن شاب على البحر بيجرى ويغنى ويرقص ويعمل كل ده وهو لابس هدومه.. فحليم قاله : حالتي الجسدية لا تسمح بتصوير المشهد وأنا عاري الصدر، وكشف حليم عن صدره، وقاله: تحب المنظر ده يبان ويظهر في الفلم؟
وعلق حسين كمال على الواقعة دى وقال : رأيت جسد حليم أشبه بخرقة ممزقة، جروح وخدوش وندبات في كل أنحاء صدره بأثر المشارط الجراحية، جراحات وعلاج سنوات طويلة ترك أثرًا على جسده الهزيل، الذي خلفه سجل حافل، بدءًا من مرض البلهارسيا، الذي أصيب به في صغره وقاده إلى تليف الكبد.. وفى النهاية وافقت وسمحت له بارتداء قميص صيفي خفيف يداري بعضًا من جسد حليم الجريح.
انابسال هل في زماننا في زمن هذا الجيل مخرج يقبل عذر الممثل زي العملاق حسين كمال ويقدر ويعرف انه العذر مقبول ومن مصلحة الفلم وذوق المتفرج.. وهل هناك ممثل ذكي يقدر ويحافظ على ذوق المشاهد ويحرص على ان يراه الجمهور باحسن صورة محتفظ بيه في ذهنه.. لا والله جيل النهاردة معندهمش اي اعتبار لذوق الجمهور في الزمان ده ويطلع امام المشاهد عريان وبأقبح صورة وبابشع صورة وكان المشاهد عنده ولاحاجة وانه الصورة المخزية الي بيطلع بيها امام الجمهور عادي أو اي حاجة... هكذا كان عبد الحليم حافظ صاحب ذوق وجمال وفن وفعلا اسم على مسمى عبد الحليم حافظ كان بيحافظ على ذوق ومشاعر الناس.