سر تراجع الأغنية المصرية

كتب / علي عز
تعيش اليوم الأغنية العربية عامة والمصرية خاصة تراجعا وهبوطا واضحا في مستواها الفني الأدائي مقارنة بما كانت عليه في الستينات والسبعينات والثمانينات القرن الماضي، إذ صارت تميل لاستخدام الكلمات البذيئة والمفردات الركيكة والألحان ذات الإيقاعات القبيحة الراقصة، فضلا عن استخدام أسلوب الإثارة والإغراء الجنسي وإظهار المرأة بشكل خادش للحياء، كما يحدث في تصوير بعض الأغاني في هذا العصر.
ويرى المختصون أن الانحدار الذي تعيشه الأغنية العربية والمصرية يعود إلى غياب المسؤولية الفنية، وتقصير نقابة الفنانين، وقلة الشعراء وقلة القصيدة المتميزين وقلة الملحنين، إلى جانب ذلك غياب لجان الاختبار لتقييم المطربين المتقدمين للغناء في هذا العصر ومانلمسه اليوم من اساءة كثير من المطربين الشباب في هذا العصر قد أساؤوا للأغنية العربية عامة والمصرية الأصيلة خاصة من خلال استخدامهم الكلمة المسيئة والخادشة للحياء، وبعضهم غنوا بإسفاف، وهم معروفون جيدا دون أن يمنع ذلك استمرارهم في الغناء ومن دون مراعات للجمهور العربي والمصري المتذوق.
وكلنا نعلم ان الأغنية العربية والمصرية مرت بمراحل مختلفة، أبرزها المرحلة التراثية التي تأسس خلالها الغناء العربي والمصري الأصيل، امثال محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وام كلثوم وفريد الاطرش واسمهان ونجاة الصغيرة ووردة الجزائرية وفيروز ووديع الصافي واحمد عدوية وصباح وغيرهم أمثال اصحاب الاغنية الشبابية الجميلة زي انغام ووليد توفيف وهاني شاكر وملحم بركات وغيرهم الكثير والكثير الذين اعتمدوا على الممارسة في العمل الغنائي، مما جعل أغانيهم من الأغاني الخالدة التي تمثل الغناء العربي المصري الاصيل.
ونقول أن الذائقة العامة تراجعت لدى متلقي الأغنية العربية والمصرية تحت غياب الرقابة الفنية العربية والمصرية. ويعزز ذلك الكم المطروح من الإسفاف نصا ولحنا، وأن السبب يعود إلى غياب الرقابة، وكثرة الأستوديوهات الأهلية، وكذلك كثرة برامج المسابقات الغنائية التلفزيونية واليتيوبرية، التي أخفقت في إبراز النجوم الذين كان لهم ثقلهم في الساحة الغنائية.
وطرق علاج تراجع ذلك يجب أن يكون هناك إلزامية مرور النص والكلمة واللحن على لجان تقييمية مختصة، والقضاء على فوضى القطاع الخاص للنهوض بمستوى الأغنية العربية عامة والمصرية خاصة إلى مستوى الفن النظيف .
اللنص الغنائي، أصبح اليوم أكثر سطحية، وسيطرت عليه مفردات الشارع.
وأن واقع الأغنية العربية والمصرية الحالية من جانب الرؤية الإخراجية سيئ جدا وأن مهنة الإخراج ولّدت الكثير من "الدخلاء" الذين فرضتهم الظروف والمنصات الإلكترونية على مهنة الإخراج، ليصبحوا أسماء أكبر من وعيها وثقافتها، فنجد أنه بإمكان أي شخص الآن أن يكون مخرج أغنية من دون أن يمتلك أي رؤية إخراجية في مهنة الإخراج.