فلسطينيون في غزة يخشون أن تؤدي الضربة الإيرانية إلى صرف الانتباه عن رفح

كتبت/مرثا عزيز
يخشى وليد الكردي أن تؤدي التوترات الإسرائيلية – الإيرانية إلى «صرف الانتباه» عن الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة الخاضع لحصار مطبق والذي تقصفه إسرائيل بلا هوادة منذ أكثر من 6 أشهر.
وفي تعليق على هجوم شنّته إيران ليل السبت – الأحد بمسيّرات وصواريخ ضد الأراضي الإسرائيلية، يقول الكردي الذي لجأ إلى رفح في جنوب القطاع الفلسطيني: «نحن نازحون ولا يهمنا هذا الأمر».
على غرار وليد الكردي، هناك مليون ونصف مليون فلسطيني بغالبيتهم هجّرتهم الحرب من أنحاء أخرى في القطاع، يحتشدون في مدينة رفح التي تعتزم إسرائيل شن عملية برية فيها على الرغم من المخاوف الدولية.
هذه المدينة المحاذية لمصر، تعتبرها إسرائيل آخر معقل لحماس التي تحكم القطاع منذ العام 2007.
يقول الكردي إن «رد إيران على إسرائيل ليس شأننا، ما يهمنا هو أن نعود إلى ديارنا»، في حين تتهدد المجاعة القطاع الفلسطيني وتراوح مكانها المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس للتوصل إلى هدنة.
وأعلنت إسرائيل، اليوم الأحد، أنها لا تزال في حال تأهب غداة الهجوم غير المسبوق لإيران ضد الدولة العبرية والذي جاء ردا على قصف للقنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل/ نيسان.
وأعرب الكردي عن خشيته من تداعيات التطور الأخير إذ يرى في التوترات الإسرائيلية – الإيرانية «مناورة» محتملة.
وقال: «سننتظر الساعات الثماني والأربعين المقبلة لمعرفة ما إذا اليهود (إسرائيل) سيردون على إيران أم أنها لعبة (تمارس) علينا لصرف الانتباه عن رفح».
ووسط أكشاك موقتة في شوارع رفح المزدحمة، يأمل أحمد أبو عودة وهو أيضا نازح «أن تضغط إيران على إسرائيل لوقف الحرب» في قطاع غزة.وعلى مقربة منه يشدّد محمد صبحي على أنه من غير المفهوم كيف أن المقذوفات التي أطلقتها إيران لم تصل إلى أهدافها.
ويتساءل «هل يعقل أن تستغرق الطائرة (المسيّرة) 7 ساعات لبلوغ إسرائيل؟».
ويضيف: «هل يعقل أن 170 طائرة لم يدخل أي منها (المجال الجوي لإسرائيل) وسقطت كلها؟، هذا أمر لا يعقل»، في وقت تؤكد إسرائيل أنها أحبطت الهجوم الإيراني واعترضت «99% مما أطلق» باتجاه أراضيها.
غزة تواجه الإبادة
ويواصل الاحتلال قصفه لمناطق متفرقة من قطاع غزة، لليوم الـ191، مخلفا مئات الشهداء والجرحى.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الأحد، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إلى 33 ألفا و729 شهيدا، غالبيتهم من النساء والأطفال، و76 ألفا و371 مصابا.
وقالت الوزارة، في بيان، إن الاحتلال ارتكب، خلال الـ24 ساعة الماضية، 4 مجازر ضد عائلات بأكملها في قطاع غزة، راح ضحيتها 43 شهيدا، و62 مصابا.
وأضافت الوزارة أنه لا يزال هناك عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، يمنع الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم.