من إجراءات التفتيش إلى الطرق المدمرة.. عقبات وعراقيل أمام وصول المساعدات إلى غزة

كتبت/مرثا عزيز
سلط تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية تحت عنوان «لماذا لا تصل المزيد من المساعدات إلى سكان غزة؟» الضوء على العراقيل والمعوقات التي تحد من وصول المساعدات إلى الفلسطينيين في أثناء الحرب الدائرة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وأعلنت الولايات المتحدة ودول أخرى عن إجراءات لتقديم المساعدات جواً وبحراً، بما في ذلك آلاف الوجبات الجاهزة للأكل وحزم المساعدات الإنسانية التي تم إسقاطها جواً على غزة.
عقبات وعراقيل
ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤولين بالإغاثة والخبراء قولهم إن مثل هذه الجهود مكلفة وبطيئة، وتوصيل المساعدات عن طريق الشاحنات يظل الطريقة الأكثر فعالية لتوزيع الغذاء الذي تشتد الحاجة إليه في غزة.
ونقلت الصحيفة عن سارة شيفلينج، الخبيرة في سلاسل توريد المساعدات الإنسانية والخدمات اللوجستية في كلية هانكين للاقتصاد في فنلندا قولها، إن عمليات الإنزال الجوي بأنها «الملاذ الأخير المطلق».
إنزال جوي لمساعدات على غزة يوم الأربعاء 13 مارس- رويترز
ووفق التقرير فإنه في أسوأ الأحوال، يمكن أن تكون هذه الطريقة مميتة، لا سيما بعد أن أفادت السلطات في غزة هذا الشهر أن ما لا يقل عن خمسة أشخاص استشهدوا وأصيب عدد آخر بجروح بسبب طرود المساعدات الإنسانية التي سقطت عليهم في مدينة غزة.
وقالت شيفلينج، إن المساعدات المنقولة عبر السفن إلى غزة هي خطوة جيدة، ولكنها لن تحل المشكلة، معتبرة أن الحل الوحيد لزيادة كمية المساعدات التي تدخل غزة ويتم توزيعها هو وقف إطلاق النار.حماية مفقودة
وتطرقت الصحيفة إلى تصريحات الأونروا ومسؤولين أميركيين أنه من الصعب للغاية توزيع المساعدات من دون مساعدة من حراسة الشرطة، وتوفير الأمن لحماية القوافل من أسراب الناس.
وقصفت إسرائيل الضباط الفلسطينيين الذين كانوا يرافقون قوافل المساعدات التابعة للأمم المتحدة، كما ركزت الصحيفة الأميركية على وجود عدة عقبات منها أن الطرق المدمرة والموارد المحدودة تجعل توزيع المساعدات داخل غزة من أبرز التحديات.
وقال ناصر قدوس، الذي ينسق المساعدات الغذائية في شمال غزة لصالح منظمة أنيرا، وهي منظمة إغاثة: «من الصعب جداً الوصول إلى جميع الناس.. لذا هناك الكثير من الناس يتضورون جوعا».
وقالت الأونروا إن عمليات التفتيش الإسرائيلية المعقدة تعرقل المساعدات، وتصطف الشاحنات في طوابير طويلة عند كل نقطة تفتيش وتضطر إلى البدء من جديد إذا تم رفض عنصر واحد بداخلها.
سلع ترفضها إسرائيل
ونقلت الصحيفة عن بعض عمال الإغاثة قولهم، إنه ليس من الواضح سبب عدم اجتياز الشحنة للتفتيش. وقال مسؤولو الإغاثة إن المفتشين لا يذكرون عادة سبب رفض أي سلعة، وإذا تم رفض أي منها، فيجب إعادة الشاحنة إلى العريش مع حمولتها وإعادة تعبئتها.
وقال مسؤولون من الأمم المتحدة وبريطانيا إن السلع الحيوية، مثل مرشحات المياه والمقصات الموجودة في المعدات الطبية لعلاج الأطفال، يتم رفضها لأنها قد تستخدم لأغراض عسكرية. ونفت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي الوحدة الإسرائيلية التي تشرف على إيصال المساعدات إلى غزة، ذلك وقالت إن 1.5% فقط من الشاحنات يتم إرجاعها.وقال سكوت أندرسون، نائب مدير الأونروا في غزة، إن إسرائيل بحاجة إلى تحسين كفاءة عمليات التفتيش من خلال إضافة المزيد من معدات المسح الضوئي، ويجب عليها تمديد ساعات العمل في المعابر، التي تغلق بعد ظهر الجمعة حتى يوم السبت.
وقالت إسرائيل إنها لا تمنع تدفق المساعدات. ووفق شيمون فريدمان، المتحدث باسم مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق فإن الاختناقات تتركز على جانب غزة من الحدود، بعد تفتيش المساعدات ولكن قبل توزيعها.
نقص المساعدات
ويشير التقرير إلى أن المساعدات التي تصل إلى غزة لا تلبي احتياجات السكان الذين يعانون من اليأس والجوع بشكل متزايد. قد يواجه ما يصل إلى 1.1 مليون شخص مستويات مميتة من الجوع بحلول منتصف يوليو/تموز، وفقاً لتقرير جديد صادر عن هيئة عالمية معنية بالأزمات الغذائية.
وقالت المنظمات الإنسانية، إن المشكلة لا تكمن في نقص المساعدات المتاحة: قالت الأمم المتحدة إن لديها ما يكفي من الغذاء على حدود غزة أو بالقرب منها لإطعام سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة. وبدلاً من ذلك، يقول العاملون في المجال الإنساني إنهم يواجهون تحديات في كل مرحلة من عملية إيصال المساعدات، عبر نقاط التفتيش الأمنية الإسرائيلية وفي منطقة حرب نشطة.
وأشارت الصحيفة إلى أن طريق تسليم الأرض معقد ولا تعمل بشكل منتظم سوى نقطتي دخول إلى الإقليم، وكلاهما في الجنوب، مشيرة إلى أنه في العادة، يجب أن تقطع المساعدات عشرات الأميال وتتوقف عدة مرات، وهي عملية قد تستغرق ثلاثة أسابيع.
وشملت التحديات أيضا ضرورة أن تمر المساعدات المتجهة إلى شمال غزة عبر إحدى نقطتي التفتيش الإسرائيليتين الأخريين. وأوقفت وكالات الإغاثة، بسبب القيود الإسرائيلية والقضايا الأمنية وسوء حالة الطرق، تسليم المساعدات إلى الشمال إلى حد كبير.
وتجدر الإشارة إلى أن السلطات الصحية في غزة قد أعلنت أن حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع قد ارتفعت إلى 31923 شهيدًا و74096 إصابة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.