الغارديان : وثائق أممية تكشف عن انتهاكات إسرائيلية فاضحة ضد موظفي «الأونروا»

كتبت/مرثا عزيز
كشفت وثائق داخلية للأمم المتحدة عن تعرض موظفي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل الفلسطينيين (الأونروا) في الضفة الغربية المحتلة، لحملة ممنهجة من «الانتهاكات الفاضحة» والمضايقات من قبل الجيش والسلطات الإسرائيلية منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة قبل خمسة أشهر.
ووفقا لصحيفة «الغارديان» البريطانية تسجل الوثائق مئات الحوادث التي تتراوح بين تعصيب أعين موظفي الأمم المتحدة وضربهم عند نقاط التفتيش، واستخدام القوات الإسرائيلية لمنشآت الأمم المتحدة كمواقع لإطلاق النار أثناء الغارات على مخيمات اللاجئين التي قُتل فيها فلسطينيون.
وقالت جولييت توما، المتحدثة باسم الأونروا، التي أكدت أنها لم تر الوثائق، إن الأحداث التي وقعت في الضفة الغربية، والمفصلة في الوثائق الداخلية، كانت «جزءًا من نمط أوسع» من المضايقات ضد الأونروا في الضفة الغربية والقدس.
وقد أدى وابل من الخطابات الموجهة ضد الأونروا من قبل كبار المسؤولين إلى تأجيج المشاعر العامة في إسرائيل. وكانت هناك احتجاجات أسبوعية في المكتب الميداني للوكالة في القدس الشرقية، بالإضافة إلى حادث إطلاق نار لم يتم الإبلاغ عنه سابقًا في وقت سابق من هذا العام، عندما أطلق سائق مجهول النار من مسدسه من سيارته على سائق شاحنة تابعة للأونروا في المدينة. ويتم التحقيق في الهجوم من قبل الشرطة.
انتهاكات فاضحة
وكشفت الغارديان عن أن الوثائق توضح بالتفصيل كيف نفدت الإمدادات الحيوية في المراكز الصحية التابعة للأونروا في الضفة الغربية، بعد أن احتجزت الجمارك الإسرائيلية شحنة من الأدوية لأكثر من شهرين في الأردن. وصلت الشحنة المكونة من 42 منصة، بما في ذلك المضادات الحيوية ومضادات الهيستامين ومسكنات الألم وعلاج مرض السكري وارتفاع ضغط الدم والفصام، في يناير/كانون الثاني إلى عمان، ولكن لم يتم التصريح بها إلا يوم الأحد، بعد ساعتين من اتصال صحيفة الغارديان بالسلطات الإسرائيلية بشأن ذلك. ونفى متحدث باسم الجمارك الإسرائيلية حدوث أيتأخير.
أضافت الوثائق أن «موظفي الأونروا ـ في الضفة الغربية ـ تعرضوا للإساءة اللفظية، وخضعوا للتحقق من الهوية والتفتيش، وطُلب منهم رفع ملابسهم لإثبات عدم وجود أسلحة».
وبالإضافة إلى ذلك، «تم تسجيل انتهاكات فاضحة على نحو متزايد لامتيازات وحصانات الأمم المتحدة، بما في ذلك دخول أفراد مسلحين إلى منشآت الأونروا كجزء من عمليات قوات الأمن الإسرائيلية، فضلاً عن الأضرار التي لحقت بمنشآت الأونروا أثناء هذه العمليات».
وتستشهد الوثائق باتفاقية امتيازات وحصانات الأمم المتحدة، المعتمدة في عام 1946، والتي بموجبها يحق لوكالات الأمم المتحدة “القيام بأنشطة لدعم ولايتها دون عوائق”.
حادث خطير
وفي واحدة من أخطر الحوادث الموصوفة في الوثائق ـ وفقا للغارديان ـ أوقف الجنود اثنين من موظفي الأونروا في مركبة تحمل علامة الأمم المتحدة عند نقطة تفتيش مؤقتة في فبراير 2024 أثناء محاولتهما مغادرة قرية فلسطينية بالقرب من بيت لحم.
وقام الجنود، الذين أخرجوا المفاتيح بالقوة وأجبروا الموظفين على الخروج تحت تهديد السلاح، بعد ذلك قاموا بتفتيش السيارة وسخروا من الموظفين. وتشير الوثائق إلى أن الموظفين أُمروا بعد ذلك بالركوع، وتم تعصيب أعينهم، وتقييد أيديهم بأسلاك بلاستيكية، وتعرضوا للضرب قبل أن يتدخل ضابط كبير.
وتصف الوثائق أيضًا استخدام القوات الإسرائيلية لمنشآت الأونروا خلال العمليات العسكرية في الضفة الغربية، بما في ذلك عملية واحدة على الأقل عندما قُتل عدة فلسطينيين.
ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، وفقا للوثائق، سجلت الأونروا 135 حادثا أثر على عياداتها أو مدارسها أو مكاتبها، بدءا من التوغلات وسوء الاستخدام وصولا إلى العمليات العسكرية التي أدت إلى سقوط قنابل الغاز المسيل للدموع أو الرصاص في هذه المنشآت.اقتحام مخيم الفارعة
وتقول الوثائق إن قوات الأمن الإسرائيلية شنت، في 8 ديسمبر/كانون الأول، غارة استهدفت مسلحين في مخيم الفارعة للاجئين في شمال الضفة الغربية، حيث اقتحمت بوابة المركز الصحي التابع للأونروا هناك وأنزلت علم الأمم المتحدة.
كان المركز الصحي مميزًا بوضوح بعلم الأمم المتحدة ولافتاته. اقتحم ما لا يقل عن 10 عناصر مسلحين من قوى الأمن الداخلي المبنى المغلق.. وشوهدوا وهم يزيلون علم الأمم المتحدة على السطح واتخذوا مواقعهم على الشرفات ونوافذ الطابق العلوي وسطح المبنى وأسلحتهم النارية موجهة نحو المخيم. وبعد انسحاب قوات الأمن من المخيم تمكن موظفو الأونروا من العودة بأمان إلى المركز الصحي، وتم العثور على ذخيرة مستهلكة في المبنى.
وأدت الغارة الإسرائيلية إلى مقتل ستة فلسطينيين، من بينهم فتى يبلغ من العمر 14 عاما.
الاحتلال ينكر
وعلى الجانب الإسرائيلي، قال متحدث باسم جيش الاحتلال تعليقا على هذه الوثائق: إنه «ليس لديهم أي مشاكل مع الأونروا في الضفة الغربية»، مضيفا: «نحن لا نحاول مضايقتهم. لا يوجد شيء نقوم به عمدا لعرقلة عملهم المهم. لا نستطيع التحقق من هذه الادعاءات ولم يتم تقديم أدلة لنا. لدينا علاقة جيدة مع الأونروا والمنظمات الأخرى في الضفة الغربية»