هآرتس تصريحات هاريس قد تشكل «نقطة تحول» في الموقف الأميركي تجاه الحرب في غزة

كتبت/مرثا عزيز
علقت صحيفة هآرتس على تصريحات نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، التي حثت خلالها إسرائيل على صياغة خطة إنسانية «ذات مصداقية» قبل القيام بأنشطة عسكرية كبيرة في رفح خلال اجتماع مع الوزير في حكومة الحرب، بيني غانتس.

وقالت الصحيفة إن خطاب هاريس قد يشكل «نقطة تحول» في الموقف الأميركي فيما يتعلق بالحرب على قطاع غزة، إذ إنها المرة الأولى التي يتم فيها التعبير عن نهج الإدارة في واشنطن بمثل هذه اللهجة الحادة، وبطريقة مباشرة.

ودعت هاريس إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وقالت إن هدنة مدتها 6 أسابيع ستسمح بالإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين، لكنها في الوقت نفسه أكدت بالتفصيل على المعاناة المتزايدة لسكان قطاع غزة.

وشددت نائبة الرئيس الأميركي على أن الفلسطينيين بالقطاع يعانون من «كارثة إنسانية»، ويجب على إسرائيل زيادة جهود المساعدات «دون أعذار»، مشيرة إلى وجود صفقة فعلية مطروحة حاليا على الطاولة، ودعت حماس إلى الموافقة عليها.

ولفتت هآرتس إلى أنه من المشكوك فيه أن تلقى رسائل هاريس إلى غانتس صدى لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لكنها أيضا رأت أنها تشدد من موقف حماس في المفاوضات، وأن الحركة باتت تستشعر أن الزمن في صالحها وأن التهديد باجتياح رفح ليس فوريا.

وأثارت زيارة وزير جيش الاحتلال السابق، وعضو مجلس الحرب الإسرائيلي، بيني غانتس، إلى الولايات المتحدة عاصفة داخل إسرائيل، خصوصا في ظل عدم تنسيق الزيارة ومخططها وأهدافها مع رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو.

وأكد مقربون من نتنياهو أنه غاضب بشدة من غانتس لعدم الحصول على موافقته قبل التوجه إلى واشنطن، وأكدوا أن هذا يتعارض مع اللوائح الحكومية التي تتطلب حصول كل وزير على موافقة قبل سفره من رئيس الوزراء.

وعلقت وسائل إعلام إسرائيلية على تلك الزيارة، واعتبرت أن زيارة غانتس للولايات المتحدة تنقل رسالة مفادها أن نتنياهو لا يحتكر «العلاقات الأميركية الإسرائيلية»، وأن تلك الرسالة من الزيارة ليست موجهة فقط إلى رئيس حكومة الاحتلال، إنما للجمهور أيضا، بحسب موقع «واللا».ولفت «واللا» إلى أنه منذ بداية الحرب على غزة، أدركت إدارة بايدن أن من المستحيل إدارة العلاقات مع إسرائيل إلا من خلال قناة واحدة، مع بنيامين نتنياهو، وكان غالانت وغانتس وآيزنكوت شركاء شرعيين لإدارة بايدن، ولكن مع اشتداد الخلافات مع نتنياهو خلال الأشهر الأخيرة، يبدو أنه هناك تغييرات قد طرأت، إذ يشكك الرئيس الأميركي ومستشاروه في جدية في نوايا نتنياهو في المفاوضات بشأن صفقة المحتجزين، ويشعرون بالقلق من تأثيرات حلفائه في الائتلاف الحكومي عليه، خصوصا وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير.

وبحسب الموقع، فإن البيت الأبيض لا يتابع الحرب عن كثب فحسب، بل يتابع أيضًا الأزمة السياسية المحيطة بقانون التجنيد الإجباري.

والسؤال الذي يطرحه الكثيرون في البيت الأبيض يتعلق بما إذا كانت الانتخابات في إسرائيل أصبحت سيناريو ملموسًا أكثر، وبات هذا التساؤل هو أحد الأسئلة الرئيسية التي سيطرحها مستشارو بايدن على غانتس.