تجنيد الحريديم».. أزمة تشتعل في إسرائيل تهدد حكومة نتنياهو

كتبت/مرثا عزيز
رفض اليهود المتشددون المعروفون باسم «الحريديم» التجنيد الإجباري، فيما يهدد الوزراء المتطرفون الداعمون لهم بتفكيك الحكومة، بينما يسعى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، لاستمرار إعفائهم من أداء الخدمة العسكرية.
من هم الحريديم؟
بداية، وقبل الدخول في التفاصيل، «الحريديم» هم جماعة من اليهود المتدينين ويعتبرون كالأصوليين حيث يطبقون الطقوس الدينية ويعيشون حياتهم اليومية وفق التفاصيل الدقيقة للشريعة اليهودية.
واسم «حريديم» هي جمع لكلمة «حريدي» وتعني «التقي» على حد وصفهم. ويرتدون عادة أزياء يهود شرق أوروبا وهي المعطف الطويل الأسود والقبعة السوداء ويضيفون له الطاليت ويرسلون لحاهم إلى صدورهم وتتدلى على آذانهم خصلات من الشعر المعقوص.
الحريديم يحتجون على محاولات تغيير سياسة الحكومة التي تمنح اليهود المتشددين إعفاءات من التجنيد العسكري تصوير: رويترز.
الحريديم يحتجون تصوير: رويترز.
كما أنهم لا يتحدثون العبرية على قدر استطاعتهم (باعتبارها لغة مقدَّسة) ويفضلون التحدث باليديشية وهي لغة يهود شرق أوروبا.وتتميَّز عائلات الحريديم بزيادة عددها لأنهم لا يمارسون تحديد النسل، كما أن المعلومات الرسمية عنهم ضئيلة.
نتنياهو يرد
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الخميس الماضي إن حكومته ستجد سبيلا إلى إنهاء إعفاء «الحريديم» من الخدمة العسكرية.
وأضاف نتنياهو: «سنحدد أهدافا لتجنيد اليهود المتشددين في جيش الدفاع الإسرائيلي وفي الخدمات المدنية الوطنية.. سنحدد أيضا وسائل لتنفيذ هذه الأهداف».
القضاء الإسرائيلي يتدخل
المحكمة العليا في إسرائيل أبطلت عام 2018 قانونا لإعفاء ذكور «الحريديم» من التجنيد، مشيرة إلى أن الحاجة تستدعي مشاركة المجتمع الإسرائيلي كله في تحمل عبء الخدمة العسكرية.
وفشل الكنيست الإسرائيلي في التوصل إلى ترتيب جديد، وينتهي في مارس/ آذار سريان أمر أصدرته الحكومة بتعليق التجنيد الإلزامي لهم.
وساعدت الأحزاب المتشددة مع الأحزاب المنتمية إلى اليمين المتطرف نتنياهو في الفوز بأغلبية برلمانية طفيفة، لكن هذه الأحزاب جعلت في الحكومات السابقة الإعفاء من التجنيد شرطا للبقاء في الائتلاف.
وجاء إعلان نتنياهو فيما يبدو ردا على تعهد قطعه وزير الدفاع باستخدام حق النقض (الفيتو) لإلغاء قانون سيسمح بمواصلة الإعفاء ما لم تتوصل الحكومة إلى اتفاق يمهد الطريق أمام تجنيد اليهود المتشددين.وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يوم الأربعاء الماضي: «نقدر وندعم من يكرسون حياتهم لدراسة الكتاب اليهودي المقدس، ومع ذلك، لا وجود روحانيا من دون وجود مادي».
تفكيك الحكومة الإسرائيلية
وقالت مراسلة الغد من القدس المحتلة، إن الأحزاب المتطرفة المتحالفة مع نتنياهو تحذر من خطوة تجنيد «الحريديم»، وتهدد بتفكيك الحكومة الإسرائيلية التي يرأسها نتنياهو.
وأكدت مراسلتنا أن هناك الكثير من التراشق الإعلامي، بين وزراء متطرفين، كبتسلئيل سموتريتش، ونظرائهم في حزب الليكود بشأن هذه الجماعات المتشددة.
ويطالب اليهود المتشددون بالحق في الدراسة بالمعاهد اللاهوتية بدلا من الخدمة في الجيش لمدة 3 أعوام.
ويقول البعض إن نمط حياتهم المتدين قد يصطدم بالأعراف والتقاليد العسكرية، بينما يعبر آخرون عن معارضتهم للدولة الليبرالية.
ولطالما كانت الإعفاءات السارية على «الحريديم» مصدرا للخلاف مع المواطنين الأكثر ميلا للعلمانية، وتسببت التعبئة المكلفة من أجل حرب غزة في الوقت الحالي في إذكاء جذوة ذلك الخلاف بحسب رويترز.ويشكل اليهود المتشددون 13 بالمئة من سكان إسرائيل، وهي نسبة من المتوقع أن تزيد إلى 19 بالمئة بحلول 2035 بسبب ارتفاع معدلات المواليد بينهم وفقا للمصدر ذاته.