عامان من الحرب.. روسيا وأوكرانيا إلى أين؟ز

كتبت/مرثا عزيز
انقضى عامان منذ بدأت الحرب بين روسيا وأوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير 2022، وهي الحرب التي وصفتها موسكو بـ«العملية العسكرية الخاصة».
وخلال الشهور الماضية بدا كما لو كان الصراع قد وصل إلى طريق مسدود في ظل الدعم الغربي الكبير لأوكرانيا، وأن انتصار أحد الطرفين على الآخر أمرا صعبا، وقالت أنجيلا ستينت مؤلفة كتاب «عالم بوتن.. روسيا ضد الغرب»: «لا أحد من الطرفين يفوز أو يخسر».
ويحقق الروس مكاسب إقليمية متزايدة على حساب خسائر فادحة في الأرواح وفقدان المعدات. الأوكرانيون، بعد فشلهم في تحقيق أهداف هجومهم المضاد لعام 2023، أصبحوا في موقف دفاعي ويعانون أيضًا من خسائر كبيرة».
تقدم روسي بعد شهور من الجمود
في منتصف فبراير الجاري، تمكن الجيش الروسي من السيطرة على مدينة أفدييفكا شرق أوكرانيا، في حدث اعتبره الروس نصرا كبيرا.
ومساحة أفدييفكا 20 كيلومترا إلى الشمال الغربي من دونيتسك.
وخاض الجانبان قتالا محتدما طوال الشتاء، إلا أن التقدم الروسي الأخير أظهر ما يعانيه الأوكرانيون من نقص في الذخيرة.
وتفتح سيطرة الروس على أفدييفكا، طريفا للجيش الروسي للتقدم غربا في عمق أوكرانيا.
وكان زيلينسكي قد أقال فاليري زالوجني قائد الجيش الأوكراني.
زيلينسكي يتعهد بالنصر
بالمقابل، كتب الرئيس الأوكراني زيلينسكي، على صفحته على منصة إكس في الذكرى الثانية لاندلاع الحرب بين روسيا وبلاده: «أي شخص عادي يريد أن تنتهي الحرب. لكن لا أحد منا سيسمح بانتهاء أوكرانيا. ولهذا السبب عندما يتعلق الأمر بإنهاء الحرب، فإننا نضيف دائمًا: بشروطنا. ولهذا السبب، إلى جانب كلمة السلام، هناك دائمًا كلمة أخرى: عادل. ولهذا السبب، في المستقبل، ستظهر دائمًا كلمة مستقل إلى جانب كلمة أوكرانيا. هذا هو ما نقاتل من أجله. وسوف ننتصر». إلى ذلك، يصعب حدوث ذلك قبل إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، وعلى ما يبدو، بعد مرور عدة أشهر أخرى على الأقل بعد هذه الانتخابات، لا يمكن الحديث عن وقف إطلاق النار، أو التسوية السلمية في أوكرانيا، ما لم تتصدع أوكرانيا أولًا.
وأضاف البروفيسور الروسي: إن الولايات المتحدة مهتمة بإطالة أمد الصراع في أوكرانيا، ودعم نظام كييف؛ لأن الهدف الإستراتيجي الذي لا يخفى على ممثلي المؤسسة الأمريكية، بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية، هو إنهاك روسيا عسكريًّا واقتصاديًّا في هذه المواجهة من أجل “تكبيل أيدي” السياسة الخارجيةالروسية في مجالات أخرى. والدول الأوروبية- فرنسا وألمانيا وجميع الدول الأخرى- ليست مستقلة في هذه العملية. لن يكون للأوروبيين من دون الأمريكيين أي تأثير في كييف، التي تنظر إلى واشنطن وتنتظر منها حزمة مساعدات أخرى، وموقفًا سياسيًّا واضحًا، ولن تتفق واشنطن على أي شيء في العام المقبل، لا ضد روسيا، ولا أي طرف آخر.
انتصارات وهزائم
خلال الشهور الأولى من الحرب، تمكنت روسيا من السيطرة على مدن أوكرانية كبرة، أبرزها خاركيف، وماريوبول وإقليم الدونباس، وقدر زيلينسكي حينها الأراضي التي يسيطر عليها الجيش الروسي بنحو 20% من أراضي أوكرانيا.
وفي استفتاء شعبي، ضمت روسيا 4 مدن من التي سيطرت عليها، إلى الاتحاد الروسي.
لكن مع حلول سبتمبر 2022، تمكن الجيش الأوكراني من تنفيذ هجوم سريع تقدم على إثره في الأراضي التي تسيطر عليها روسيا الأمر الذي دفع بوتين لإعلان التعبئة الجزئية، وأعقب ذلك استعادة أوكرانيا لخيرسون وانسحاب الجيش الروسي منها.
الهجوم الأوكراني المضاد
في يونيو 2023، بدأت أوكرانيا، بدعم أميركي وأوروبي كبير، ما وصفته بانه «الهجوم المضاد».
إلا أن تلك الحملة لم تسفر عن أي تقدم أوكراني، إذ عمد الجيش الروسي إلى زرع الألغام في مسارات التقدم، الأمر الذي عطل الهجوم الأوكراني.
وخرج وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو ليعلن أن أوكرانيا حسرت 66 ألف جندي خلال هجومها المضاد الذي لم يسفر عن استعادة أي أراض خسرتها أوكرانيا.
لا فاغنر بعد اليوم
وفي منتصف 2023، بدأت مجموعة فاغنر العسكرية الروسية في الانسحاب من مدينة باخموت، وقال قائدهم يفغيني بريغوجين إنه فقد 20 ألف من رجاله.
أعقب ذلك انسحاب فاغنر من أوكرانيا وعودتها إلى روسيا في ما يشبه نوعا من التمرد العسكري الذي اعتبرته أوكرانيا.
المسيرات
مع دخول الربع الأخير من 2023، بدأت حرب المسيرات، حيث شرعت أوكرانيا في الاستعاضة بالطائرات بدون طيار، عن المواجهة المباشرة التي فشلت فيها خلال هجومها المضاد.ورصدت التقارير اليومية وجود سيل من أسراب طائرات بدون طيار التي أطلقتها أوكرانيا، وضربت بها داخل الأراضي الروسية.
إجمالي الخسائر
أشار تقرير مخابراتي أميركي إلى أن خسائر الجيش الروسي منذ بداية الحرب تقدر بـ 315 ألف جندي، وأكثر من 2000 دبابة.
بينما قال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو إن خسائر الجيش الأوكراني تقدر بـ383 ألف مقاتل سقطوا بين قتيل وجريح.
توقعات
تقول أنجيلا ستينت مؤلفة كتاب «عالم بوتين.. رورسيا ضد الغرب» في مداخلة لمجلة فروين بوليسي: «هناك احتمال ضئيل لإجراء مفاوضات لإنهاء الحرب في عام 2024، كما لا يستطيع أي من الجانبين تحقيق نصر حاسم.
وأضافت: لقد أوضح الكرملين أنه ليس لديه مصلحة في المفاوضات التي لا تؤدي إلى استسلام أوكرانيا، بما في ذلك الخسارة الدائمة للأراضي الأربعة التي ضمتها روسيا بشكل غير قانوني في عام 2022.
وأتبعت: يظل الهدف الروسي المعلن هو ما يسمى «إزالة النازية» -اللغة الروسية لتغيير النظام ونزع السلاح في أوكرانيا. ولن يوافق أي زعيم أوكراني على مثل هذه الشروط على الإطلاق.
وأتمت: ينتظر بوتين نتيجة الانتخابات الأميركية هذا العام ويأمل أن يتجنب الرئيس الأميركي القادم دعم أوكرانيا ويعود إلى العمل كالمعتاد مع روسيا. وفي هذه الحالة فإن قدرة أوكرانيا على البقاء كدولة مستقلة ذات سيادة سوف تصبح موضع شك، مع كل التأثيرات غير المباشرة على أمن أوروبا وخارجها.