هدنة مرتقبة في غزة قبل شهر رمضان.. وحالة من التفاؤل تسود أروقة المفاوضات

كتبت/مرثا عزيز
بات واضحا، أنه لأول مرة تمارس الولايات المتحدة ضغطا جادا وكبيرا على نتنياهو للانخراط بجدية في مفاوضات إطلاق سراح الأسرى، رغم غضب وامتعاض اليمين المتطرف وعلى رأسهم وزير الأمن القومي، بن غفير، ووزير المالية، سموتريتش، بحسب الباحث السياسي، جمال رائف.
وأكد رائف ، أن الإٌدارة الأميركية تمارس ضغطا حقيقيا على إسرائيل لأن الهدنة مهمة في هذا التوقيت للولايات المتحدة، كي تلتقط أنفاسها بعد التصعيد على جبهة الشرق الأوسط من لبنان إلى البحر الأحمر، وكذلك قبل بداية الجولات الانتخابية الساخنة داخل الولايات المتحدة للمنافسة على كرسي الرئاسة في البيت الأبيض.
وأضاف: هناك أيضا ضغوطا دولية في ظل اجتماعات محكمة العدل الدولية، وضغوط داخلية إسرائيلية من أهالي المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية، وهناك ضغوط اقتصادية نتيجة خسائر الحرب، وهي ضغوط لا يستطيع نتنياهو مواجهتها بعد الفشل في تحقيق أهداف الحرب في غزة منذ ما يقرب من 5 أشهر من العدوان الإسرائيلي المتواصل حتى الآن.
حالة من التفاؤل تسود أروقة مفاوضات الهدنة
تعقد جولة المفاوضات في باريس هذه المرة تحت مظلة مؤشرات عديدة تدعو للتفاؤل، بحسب الباحث في الشؤون الإسرائيلية، عصمت منصور، موضحا، أن الاجتماعات التي عقدها وفد حماس برئاسة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة، جاءت في إطار التنسيق والتكامل بين الموقفين المصري والفلسطيني قبيل بدء مفاوضات باريس.وأضاف «منصور» لـ«الغد»: هناك تحركات من ناحية الجانب الإسرائيلي تبدو إيجابية ولأول مرة، نتيجة ضغط أميركي جاد، وقام رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بمنح رئيس الموساد الذي سيرأس الوفد الإسرائيلي في المفاوضات، صلاحبات كاملة، ومن قبل كان يفوضه فقط بالاستماع خلال جلسات المفاوضات دون أن يشارك بكلمة، ثم ينقل الصورة لرئيس الحكومة فيما بعد، والأن الصورة تغيرت، وهي تعد مؤشرا أيضا للتفاؤل.
ويرى أستاذ العلوم السياسية، دكتور إبراهيم ربايعة، أن ما ذكره موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسى لحركة حماس، في حواره مع قناة الغد بأنه قد يكون هناك الكثير من الانفراجات في المستقبل القريب بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار، يتوافق مع المؤشرات والوقائع الراهنة، حيث فوض نتنياهو رئيس الموساد بصلاحيات واسعة خلال مقاوضات الهدنة المرتقبة، وكذلك تأكيد الإدارة الأميركية عن حدوث انفراجات إيجابية على مسار المفاوضات لتبادل الأسرى والمحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية.
وقال د. ربايعة نحن أمام جولة جديدة أقل حدة، وربما تكون مختلفة عن السابقة، ويبدو أن وقف إطلاق النار سيكون قريبا، خاصة وأن هناك انفراجات في الأزمة، وعلينا ترقب نتائج مفاوضات باريس بكل هذه المؤشرات الإيجابية.
يذكر أنه في مقابلة خاصة ، كشف موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسى لحركة حماس، أنه قد يكون هناك الكثير من الانفراجات في المستقبل القريب بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار.. وفي نفس السياق تقريبا، ذكر موقع «أكسيوس» Axios الإخباري الأميركي، نقلا عن Al Monitor أن رئيس المخابرات المركزية الأميركية، ويليام بيرنز، سوف يصل باريس اليوم الجمعة، للقاء مسؤولين إسرائيليين وقطريين ومصريين في محاولة أخرى لبدء صفقة لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية والمحتجزين في غزة، وسط ضغوط أميركية وأوروبية متزايدة للتوصل إلى اتفاق.وأكد موقع «أكسيوس»، أن الإدارة الأمريكية تسعى لتحقيق الصفقة قبل حلول شهر رمضان، وأن المقترح الذي يصر عليه الجانب الأمريكي يتضمن هدنة لفترة 6 أسابيع على الأقل وتبادل المحتجزين، لكن الخلافات بين إسرائيل وحماس حول أعداد الأشخاص الذين يفترض إطلاق سراحهم، لا تزال قائمة.
وبحسب صحيفة «هآرتس»، سمح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لوفد إسرائيلي بالسفر إلى باريس، مساء أمس الخميس. وسيترأس الوفد رئيس الموساد ديفيد بارنيا، كما التقى المبعوث الأمريكي إلى المنطقة، بريت ماكغورك، أمس الخميس، في إسرائيل بوزير جيش الاحتلال، يوآف غالانت، في إطار حملة أميركية لدفع صفقة إطلاق سراح الأسرى. وكان ماكغورك وصل إلى إسرائيل بعد زيارة لمصر يوم الأربعاء.