اجتماع القاهرة.. لا جديد من الجانب الإسرائيلي واستمرار التفاوض حول «مسودة نهائية» لصفقة التبادل

كتبت/مرثا عزيز
استضافت مصر، أمس الثلاثاء، اجتماعا رباعيا حول غزة ضم مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وليام بيرنز ورئيس الموساد ديفيد برنيع ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

وأجرى هؤلاء المسؤولون محادثات في القاهرة مع مسؤولين مصريين في محاولة للتوصّل إلى اتفاق يرسي هدنة مؤقتة في غزة ويتيح إطلاق سراح مزيد من المحتجزين في القطاع.

وفجر اليوم الأربعاء، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية عديدة، من بينها صحيفتا «جيروزاليم بوست» و«تايمز أوف إسرائيل» أنّ الوفد الإسرائيلي عاد إلى الدولة العبرية، من دون مزيد من التفاصيل.

ونقل موقع «تايمز أوف إسرائيل» عن مسؤول في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قوله إنّ الوفد الإسرائيلي عاد من القاهرة.

وأكدت وسائل الإعلام العبرية أن الوفد الإسرائيلي ذهب للقاهرة للاستماع دون أن يكون بيده مقترحا لحل الأزمة.

وأوضحت أن الوفد الإسرائيلي ذهب للاستماع اذا ما طرأ أي تغيّر على موقف حماس، كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي رفض تسليم مقترحا كان عكف على صياغته الجيش والشاباك والموساد، وهو ما دفع مندوب الجيش لعدم الانضمام لوفد التفاوض الإسرائيلي احتجاجا على هذا الأمر، وفق تأكيد هيئة البث الإسرائيلية.

خلافات داخل إسرائيل

وذكر تقرير للقناة 13 الإسرائيلية أن القيادة السياسية والأمنية شهدت خلافات كبيرة حول اتفاق جديد لصفقة تبادل الأسرى والمحتجزين مع حركة حماس، ما أدى إلى عدم مشاركة منسق ملف المحتجزين الجنرال نيتسان ألون في مباحثات القاهرة.

وتطرقت القناة إلى الخلاف داخل القيادة السياسية والأمنية الإسرائيلية حول السفر إلى القاهرة والمشاركة في الاجتماع، وذكرت أن المشاورات بين المسؤولين الإسرائيليين، شهدت اقتراحا من رئيس الموساد ديفيد برنياع مع منسق ملف المحتجزين نيتسان ألون بضرورة تقديمعروض جديدة، وأكدوا في النقاش وجوب النظر إلى الواقع الذي لا يوجد فيه أدوات ضغط إضافية باستثناء الإنجاز العسكري.

وأضاف التقرير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، ووزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي فكروا بصورة مغايرة، فيما قالوا: «لا يمكننا أن نأت مع مبادرة رابعة في غضون فترة زمنية قصيرة، حيث تتجاوز حماس في كل مرة التفاهمات التي يتم التوصل إليها مع الوسطاء»، حسب تعبيرهم.

ووصف مسؤول إسرائيلي وصول الوفد إلى القاهرة بأنه «محادثات مجاملة بسبب طلب الرئيس الإميركي بايدن»، وفيما قرر المنسق الجنرال نيتسان ألون عدم المشاركة في المباحثات، أرسل نتنياهو مستشاره السياسي الشخصي أوفير فليك، حتى يتأكد من عدم حدوث تجاوز للصلاحيات الإسرائيلية.

بايدن ونتنياهو

وقال موقع واللا الإسرائيلي إن الرئيس الأميركي جو بايدن أبلغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، خلال مكالمة هاتفية، أن إسرائيل قد تضطر إلى إطلاق سراح المزيد من الأسرى الفلسطينيين مقابل كل محتجز إسرائيلي يتم إطلاق سراحه من غزة، بأكثر مما فعلت في الهدنة السابقة في القتال في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وذلك في أي صفقة جديدة مع حماس.

ونقل موقع «أكسيوس» عن مسؤولين أميركي وإسرائيلي قولهم إن بايدن اتفق مع نتنياهو على أن مطالب حماس أكثر من اللازم، لكنه ذكر أنه «نظراً لأن هذه هي عملية تفاوض، فقد تضطر إسرائيل إلى إطلاق سراح المزيد من الأسرى الفلسطينيين بنسبة أعلى مما كان عليه الأمر في الصفقة السابقة».

من جهته، قال مسؤول في حماس لوكالة فرانس برس طالباً عدم نشر اسمه إنّ الحركة منفتحة على فكرة مناقشة أيّ مبادرة لوقف العدوان الإسرائيلي والحرب.
وأضاف أنّ حماس وبقية الفصائل الفلسطينية تنتظر نتائج محادثات القاهرة.اجتماع القاهرة

وقال مصدر مصري مطلع، مساء أمس الثلاثاء، إن الأجواء التي سادت اجتماع القاهرة الرباعي كانت إيجابية. مؤكدا أن المشاورات بشأن صفقة التبادل مستمرة على مدار الأيام الـ 3 المقبلة.

كما نفى المصدر وجود خلافات باجتماع القاهرة.

في سياق متصل، أكد مصدر مصري أن الاجتماع الذي عقد في القاهرة ركز على «وضع مسودة نهائية» يتم في إطارها وقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع مع وعد بمواصلة الجانبين المفاوضات للتوصل لوقف دائم لإطلاق النار.

وأكدت مصادر مطلعة على المفاوضات بين حركة حماس وإسرائيل لوكالة «أسوشيتد برس»، في وقت سابق، بتقدم يحرز في المحادثات في اتجاه التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين في قطاع غزة.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن الأيام الثلاثة الإضافية للمفاوضات سيشارك فيها مسؤولون على مستوى منخفض لبحث إطار جديد للصفقة يضمن إطلاق سراح عدد معين من المحتجزين ووقف إطلاق النار في غزة لعدة أسابيع.

وتشن إسرائيل عدوانا شرسا على غزة أسفر عن استشهاد 28473 فلسطينيا، غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة بالقطاع.

وتقدّر إسرائيل أنّ نحو 130 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، من بينهم 29 يعتقد أنهم لقوا حتفهم، من بين نحو 250 شخصا اختطفوا في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

وسمحت هدنة استمرت أسبوعا في نوفمبر/تشرين الثاني بإطلاق سراح 105 محتجزين في مقابل 240 أسيرا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية.